انترفيو

خبير فرنسي: بلادنا الهدف الأول للإرهابيين

صورة

أصيب الفرنسيون بصدمة أخرى هذا العام بعد الهجوم الدامي الأخير الذي استهدف مصنعاً للغاز. ويبدو أن متاعب فرنسا لن تنتهي، وفقاً للخبير في شؤون المجموعات المسلحة إيف تروتينيان، الذي يرى أن بلاده أمامها الكثير للحد من هذه الظاهرة. وفي ما يلي مقتطفات من الحوار الذي أجرته معه صحيفة «لوموند»:

■ لماذا يتم استهداف فرنسا بشكل خاص من قبل المسلحين في الوقت الذي تواجه بلدان أخرى المشكلة نفسها؟

■■ فرنسا نشطة جداً في مجال مكافحة المجموعات المسلحة على المستوى العالمي، وهذا عامل يزيد تعريض البلاد للتهديدات. فرنسا بلد علماني عرف بنقاشات حول الحجاب وقضية الصور الكاريكاتيرية (المسيئة للرسول). في أوروبا إنه البلد الأول على القائمة المستهدفة من قبل تنظيم «داعش».

■ هل يمكن الربط ما بين الهجمات في فرنسا وتونس والكويت؟

■■ قبل أيام وجه تنظيم «داعش» نداءً لمقاتليه بتنفيذ هجمات، وبعدها نفذت ثلاث هجمات في تونس والكويت وفرنسا. في ما يخص تنفيذ العمليات، ليس هناك علاقة مباشرة أو تنسيق بين المنفذين، ولكن فكرة المنفذين واحدة، التنظيم يحفز من دون الحاجة إلى أن يملي الأوامر.

■ المتهم بالهجوم على مصنع الغاز في فرنسا كان تحت المراقبة منذ 2006، إلا أن السلطات توقفت عن مراقبته في 2008 بعد تعديل إجراءات الاستعلام الداخلي.. كيف تفسر ذلك؟

■■ هذا التعديل كان قبل «الربيع العربي» والتدخل العسكري (الفرنسي) في ليبيا والساحل الإفريقي. في فرنسا لا ترتكب الهجمات من قبل أشخاص غير معروفين تماماً من قبل أجهزة الأمن. وليس كل من يتم رصده إرهابياً. يمكن أن يختفي شخص مراقب من رادار الأجهزة الأمنية لسببين: أن يكون بارعاً ويتمكن من الإفلات، أو أن ترتكب الجهات المعنية بالمراقبة خطأ.

■ لأول مرة يتم قطع رأس ضحية في فرنسا، كيف ترى هذا التطور؟

■■ هذه الحادثة تبين تطور طريقة عمل الإرهابيين. يسعى هؤلاء أن تكون لأفعالهم صدى واسع يدوم أطول فترة ممكنة. وهذا شهدناه في مدرسة بيسلان في شمال أوسيتيا (روسيا)، قبل أكثر من 10 سنوات، وتكرر الأمر في باريس بداية العام (الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو). إنها نهاية الهجوم الانتحاري الفوري. إنهم يرهبون الناس في الغرب من خلال بث مقاطع فيديو يتم فيها قطع رؤوس السجناء عند التنظيم. وهم يقولون لنا إنه لا توجد حدود لرغبتهم في العنف.

■ هل سيكون قانون الاستخبارات الذي وافق عليه البرلمان أخيراً أداة فعالة لمنع تكرار مثل هذه الهجمات مستقبلاً؟

■■ قبل كل شيء، تجب معرفة ما إذا كان منفذو الهجمات فعلوا فعلتهم بحرص وانتباه لسلامتهم الشخصية، وأنهم سعوا لعدم ترك أثر وراءهم. أجهزة الأمن تشعر بالرضا عندما تعطى لها صلاحيات جديدة، لكن هل تستطيع تفادي الأخطاء السابقة بمنحها هذه الصلاحيات الجديدة.

 

تويتر