الإفراط في الشرب يشكل الجانب المظلم للمساواة بين النساء والرجال

البريطانيات الأسوأ في العالم الغربي بسبب إدمانهن الخمور

المتعلمات البريطانيات يجارين الرجال في الشراب ليشعرن بأنهن على قدم المساواة معهم. أرشيفية

يبدو أن النساء في بريطانيا هن الأسوأ من ضمن أقرانهن في العالم الغربي، نظراً لأنهن يشربن المسكرات بصورة مبالغ فيها، وذلك حسبما أظهر بحث يحمل عنوان «الجانب المظلم من المساواة». وأظهر تقرير أصدرته منظمة الاقتصاد والتعاون والتنمية، أن النساء البريطانيات يتضاعف احتمال تعرضهن لمشكلة الشراهة في الشرب إذا كن يتمتعن بتعليم جيد. وحذّر واضعو التقرير من أن بريطانيا واحدة من قلة من الدول في العالم التي يكون فيها النساء اللاتي يحملن مناصب وحرفاً عالية، يبالغن في الشرب كي يشعرن بأنهن على قدم المساواة مع الرجال.

ويصبح 20% من النساء البريطانيات اللاتي تخرجن في الجامعات معتادات على شرب المسكرات بصورة عالية. وكشف التقرير أن النسبة السابقة يمكن مقارنتها بـ10% من السناء اللاتي يحملن مستوى منخفضاً من التعليم. وأشار التقرير إلى أن ثمة علاقة بين المستوى العالي من التعليم بين النساء وخطر تحولهن إلى مدمنات على المسكرات، كانت أكبر من أي دولة أخرى في العالم الغربي.

وقال رئيس المكتب الصحي في منظمة الاقتصاد والتعاون والتنمية مارك بيرسون، إن هذه النزعة لدى النساء تعكس «الجانب المظلم للمساواة»، إذ تخاطر النساء من الطبقة المتوسطة بوضعهن المعيشي الجيد عن طريق تبني العادات الرجالية في الشرب. وقال بيرسون إن الإفراط في الشراب من قبل النساء اللاتي يتمتعن بمهن رفيعة كان «سمة خاصة» بالمملكة المتحدة، إذ يتجه النساء نحو القطاع الصناعي ومعهن عادات الشرب بكثرة، حيث يقلدن في ذلك الرجال. لقد شهدنا النساء ينتقلن من مناطق إلى أخرى كانت حكراً على الرجال، منها الإفراط في الشرب، مشيراً إلى أن القطاع المالي هو أحد هذه الأمثلة، وقال «عندما انتقلت النساء إلى هذا القطاع تبنين أنماطاً من العيش كانت من شيم الرجال».

وأشار الباحثون إلى حقيقة أن النساء اللاتي أصبحن يؤجلن إنشاء العائلات يزيد من احتمال توجههن نحو الشرب بشراهة. وقال التقرير «النساء اللاتي حصلن على تعليم رفيع يشغلن وظائف بمرتبات عالية، الأمر الذي ينطوي عليه مسؤوليات كبيرة، وتالياً فإنهن سيشربن الكثير نتيجة المعاناة من الإجهاد الشديد، إضافة إلى زيادة فرص الشرب المفرط كونهن سيذهبن مع زملائهن الرجال في العمل للشرب خارج العمل». وأضاف التقرير «كلما زادت السنوات التي أنفقت على التعليم تحسنت الفرص التي يمكن الحصول عليها في سوق العمل، وزاد احتمال التعرف إلى المزيد من الأصدقاء والمعارف، وتأخر الزواج والحمل والروابط العائلية هي التي تغير نمط حياة المرأة نحو الشرب بشراهة».

وأعلى نسب الشرب بإفراط تحدث لدى النساء في الفئات العمرية بين 45 و65 عاماً. وأكد التقرير أن الكثير من هذا الشرب المفرط يحدث في المنزل، حيث يتم استهلاك كميات كبيرة من المشروبات الكحولية عادة. وعلى الرغم من أن التعليم العالي والحالة الاجتماعية الرفيعة يسهمان في زيادة فرص شرب المرأة بإفراط، فإن ثمة اختلافاً بسيطاً في ذلك بين الرجال، حتى لو اختلفت مستويات تعليمهم. وقال الباحثون إنه كان من غير الواضح السبب الذي يجعل النساء في دول أخرى ينخرطن في سوق العمل من دون الشعور بأنه يتعين عليهن الشرب كما يفعل زملاؤهن من الرجال. وحذر من أن الفتيات في سن المراهقة في المملكة المتحدة سيؤول بهن الحال إلى السير على خطى النساء المفرطات في الشرب، وينتهي بهن الأمر إلى أن يصبحن أكثر إسرافاً في الشرب بضعفين من أقرانهن الصبيان في عمر 15 عاماً.

وكشف التقرير، الذي قارن بين 40 دولة، أن استهلاك المشروبات الكحولية في المملكة المتحدة كان في الترتيب 11 على مستوى العالم، إذ جاءت استونيا في المرتبة الأولى، تتبعها النمسا، ثم فرنسا وأيرلندا.

واتهمت مديرة معهد دراسات المشروبات الكحولية كاثرين براون، صناعة المشاريب الكحولية باعتماد «تكتيكات تسويق قوية» لإقناع النساء بمزيد من الشرب. وقالت «خلال السنوات الأخيرة شهدنا ارتفاعاً كبيراً في تسويق المشروبات الكحولية، وذلك من خلال إعلانات مرتبطة بمساحيق التجميل وعروض التلفزيون النهارية، وحتى حملات التوعية بسرطان الثدي».

تويتر