عقد أول مؤتمر نسوي من نوعه عن العاملات في صناعة الطعام

نساء إسبانيا ينتفضن ضد سيطرة الرجال على عالم الطهي

3 زوجات لحكام مناطق في إقليم الأندلس الإسباني بين 5 نساء يستعرضن فنون الطهي الإسباني. أرشيفية

اكتسب جيل الطهاة الجدد في إسبانيا سمعة دولية طيبة، بدءاً من مبتكر أكلة «البولي» فيران أندريا، وصولاً إلى عمالقة فن الطبخ العالمي، مثل الحائز جائزة فن الطهي عام 2010، جوس أندريس. ويوجد في إسبانيا نحو 170 مطعماً حائزاً نجمة ميشلين، التي ترمز إلى جودة الطعام. في إسبانيا يسيطر الطباخون الرجال على عالم الطهي، بينما تظل النساء المبدعات في هذا المجال في الظل. وتستشيط الصحافية بمجلة السالموريغو، المهتمة بفن الطعام، إستباليز ريدوندو، غضباً، قائلة «نحن النساء لا نجد لنا أي صوت في هذا المجال».

قبل أسبوعين، نظمت هي والطباخة القرطبية الشهيرة، سيليا خمينيز، أول مؤتمر نسوي من نوعه في إسبانيا عن النساء العاملات في صناعة الطهي.

الرسالة التي تريد ريدوندو وزميلاتها توجيهها إلى العالم واضحة للغاية، «نريد أن نقول للعالم نحن هنا، لسنا هنا لأننا نساء، بل نحن هنا لأننا نمثل جزءاً من الأفضل».

وعلى الرغم من أن النساء الإسبانيات دخلن مجال هذه الصناعة بأعداد كبيرة، خلال العقد الماضي، إلا أن الارتباط التقليدي بين المرأة والمطبخ ظل هو السائد، ما دفع مساهمة النساء في هذا المجال نحو الظل.

وتجمع نحو 40 رجلاً وامرأة من جميع أنحاء إسبانيا يعملون في هذا المجال لحضور هذا المؤتمر، الذي استمر يومين. وتقول ريدوندو «ما لا نريد أن نفعله نحن النساء هو أن نتبنى دور الضحية، لأنه لا أحد يأبه لنا، سنبكي قليلاً على حالنا».

قبل 25 عاماً، أنشأت فينا بوجدفال وزوجها مطعماً في المنزل الذي نشأت به، وأصبحت في ما بعد واحدة من النساء القليلات في مجال لا يريد الكثير من الناس الانتماء إليه.

وتقول بوجدفال «عندما بدأنا عملنا ظل الكثير من الناس يتساءل عن سر إنشائنا مطعماً». ونشأ مطعمها «ليز كولز» (اتسع في التلال الخضراء) بالقرب من جيرونا، ويحوز هذا المطعم الآن نجمتي ميشلين. وشهدت بوجدفال تغيراً كبيراً على هذه الصناعة، وتقول عن ذلك «الآن يريد كل واحد أن يصبح طباخاً ويمتلك مطعماً»، وتقول أيضاً إن «مدارس تعليم الطبخ انتشرت في جميع أنحاء البلاد، للإيفاء بحاجة السوق من الطباخين».

وقد مهدت مثل هذه المدارس الطريق أمام الطاهية الشهيرة، بيلار كافيرو، التي أطلق عليها لقب الساقية الأعلى في إسبانيا عام 2013، بعد تخرجها في برنامج مدته سنتان في برشلونة. كافيرو، التي قضت العامين الماضيين تعمل في مطعم السيلر دي كان روكا، الحائز ثلاث نجوم ميشلين في جيرونا، تم تصنيفها من بين أفضل طهاة العالم. وقد سافرت إلى قرطبة لحضور المؤتمر، إذ تقول «لا أحد منا (نحن النساء) يريد أن يبشر بالحركة النسائية، لكننا نريد زيادة التوعية بدور المرأة في فن الطهي».

بدأت سوتيلو بياتريس حياتها المهنية كطاهية في العشرينات من عمرها، وترفض أي حديث عن قضايا التمييز بين المرأة والرجل في هذا المجال، وتقول «لم ألاحظ أبداً أي تمييز، فعندما تتذوق أي طبق، لا تعرف أبداً من صنعه، أهو رجل أم امرأة، لأن المهم في الطبق على حد سواء هو الإبداع والعناية». وقبيل نهاية المؤتمر تقول ريدوندو إن هذا التجمع مجرد بداية للحركة النسوية في هذا المجال، ومع أحداث مماثلة يتم التخطيط لها في مناطق أخرى من البلاد «فإن ذلك يشير إلى مدى ضرورة مثل هذه المناقشة».

تويتر