المزارعون المكسيكيون يعانون لتأمين الغذاء للأميركيين

أصحاب المزارع يهتمون بجودة المنتجات ولا يهتمون بالعمال. أرشيفية

تصل المنتجات المكسيكية بشكل شبه يومي إلى الأسواق الأميركية، ففي جنوب الولايات المتحدة يستهلك الناس الطماطم والفلفل والخيار وغيرها من المنتجات المستوردة من الجارة الفقيرة، على مدار السنة. وتضاعفت كميات السلع ثلاث مرات في الآونة الأخيرة، لتسهم في ثراء رجال الأعمال المحتكرين لهذه المهنة، والموزعين، وتجار التجزئة. ويقول هؤلاء إن نظراءهم في المكسيك التزموا بمعاملة قانونية للمزارعين وتوفير الرعاية الصحية والعيش الكريم لهم، لكن التحقيق الذي قامت به «لوس أنجلوس تايمز» وجد أن الآلاف من عمال المزارع على الحدود يعانون الاستغلال. وعمال المزارع هم في معظمهم من السكان الأصليين القادمين من أفقر المناطق في المكسيك، ويقطع هؤلاء مئات الكيلومترات للوصول إلى الحقول الزراعية الشاسعة، ويعملون ستة أيام في الأسبوع ويتقاضون ما بين ثمانية دولارات و12 دولاراً في اليوم.

ويعيش العمال في مخيمات بائسة وينامون أحياناً على قطع من الورق المقوى على أرضيات خرسانية، ويتم تشغيلهم من قبل أصحاب الحقول الزراعية التي تستخدم تقنيات متقدمة وتدابير صحية جيدة في معالجة وتعليب المنتجات. والتباين في المعاملة بين المنتجات والأشخاص واضح تماماً. ويقول أحد المزارعين ويدعى جابولينا جيماز، «إنهم يريدون منا أن نولي عناية كبيرة بالطماطم، لكنهم لا يعتنون بنا». ويضيف «انظروا كيف نعيش»، وهو يشير إلى زملائه في العمل وأطفالهم، وكيف يستحمون في قناة للري لأن الماء مقطوع في المخيم في ذلك اليوم.

وفي المزارع الضخمة التي تزود محال التجزئة الأميركية الكبرى، تم القضاء على عمالة الأطفال إلى حد كبير، لكن العديد من المزارع الصغيرة والمتوسطة الحجم لاتزال تشغل الأطفال في الحقول من أجل جني الفلفل والطماطم وغيرها من المنتجات، وبعضها يجد طريقه إلى الولايات المتحدة من خلال وسطاء. ويعمل نحو 100 ألف طفل مكسيكي ممن تقل أعمارهم عن 14 عاماً في الحقول مقابل أجر، وفقاً لتقديرات الحكومة المكسيكية الأخيرة.

 

تويتر