حكومتها تحظر عليهم الصيد بحجة الحفاظ على البيئة

بوتسوانا تحاصر سكان الأدغال من أجل الألماس

أحد سكان الأدغال سافر إلى لندن للدفاع عن قبيلته. أرشيفية

في عام 1967 خرج الخبير الجيولوجي، مانفريد ماركس، من بين الصخور البركانية في أحد المناجم وسط بوتسوانا، حاملاً في يده صخرة غيّرت تاريخ البلاد، إنها صخرة «كمرلايت» البركانية التي تحتوي على الألماس، الذي كان ضرورياً لهذا البلد الناشئ آنذاك، لبداية نهضة اقتصادية واجتماعية، وأصبحت بوتسوانا بعد ذلك رائدة في صناعة الألماس.

خائفون ومرعوبون

يقول ماتسيبان موزتلهنيان، وهو من سكان الأدغال، إن سكان المحمية «خائفون ومرعوبون، وعائلتي لا تعرف مكاني.. يفضل السكان الموت في المحمية جوعاً وعطشاً على مغادرة مساكنهم».

وعلى الرغم من الإنجازات الكثيرة التي حققتها الحكومات المتعاقبة إلا أن حياة سكان الغابات والأدغال لم تتغير كثيراً، فهؤلاء يتمسكون بنمط حياتهم الطبيعي والتقليدي. وتقول منظمات حقوق الإنسان، إن السكان يتعرضون لسوء المعاملة من قبل سلطات بلادهم. وأنشئت محمية طبيعية في منطقة «كالاهاري الوسطى» في 1961 لسكان الغابات، من أجل العيش بطريقتهم البدائية والاستمرار في الاعتماد على الصيد مصدراً أساسياً للعيش، لكن بعد اكتشاف الألماس في المحمية في الثمانينات بدأت الحكومة في الضغط على السكان الأصليين من أجل مغادرة أراضيهم لفتح المجال أمام شركات التنقيب.

وبرر رئيس بوتسوانا إساءة معاملة قبائل الغابات بضرورة المحافظة على الغابات، على الرغم من أن سكانها الأصليين لم يلحقوا بها أي أضرار، بل يعتبرهم ناشطون في مجال الحفاظ على البيئة أنهم الأقدر على الحفاظ على الطبيعة في مناطقهم الأصلية التي عاشوا فيها مئات السنين.

في 2006 أصدرت المحكمة العليا في بوتسوانا حكماً لمصلحة قاطني الأدغال بالعيش والصيد داخل المحمية، ولكن الحكومة فرضت حظر الصيد في البلاد، ما يعني تجويع القبائل البدائية، وفي الوقت نفسه شجعت الصيادين الأغنياء على صيد أنواع من الحيوانات مهددة بالانقراض في مزارع خاصة، من أجل التسلية.

وفي ذلك يقول مدير منظمة «البقاء الدولية»، ستيفن كوري «ارتكبت كل هذه الجرائم باسم الحفاظ علي البيئة، ولكن لا توجد أي منظمة تهتم بحياة سكان الأدغال»، مضيفاً «الآن هم (سكان الغابات) متهمون بالصيد الجائر، لأنهم يحصلون على طعامهم من أجل البقاء». وتتعرض عائلات بدائية كثيرة لخطر الموت جوعاً في حال بقيت على أراضي أجدادها، في حين تشجع الحكومة الصيادين الأغنياء على ممارسة هواية الصيد مقابل دفع رسوم كبيرة.

ووجهت انتقادات لمنظمة «كونسرفيشن انترناشيونال»، التي تهتم بالبيئة، لأنها استقبلت رئيس بوتسوانا، سيريتسي كاما، في مقرها، على الرغم من مسؤوليته عن محاولة القضاء على آخر «القبائل الصيادة» في إفريقيا. كما يعيش سكان الأدغال ظروفاً صحية صعبة، إذ يموت نصف الأطفال قبل بلوغ سن الـ15، وتحصد الأمراض التنفسية والملاريا مئات الأرواح سنوياً.

وخلال الانتخابات الأخيرة استقبل سكان الغابات رئيسهم بالاحتجاجات خلال تجمع انتخابي في مخيم إخلاء، ونددوا بسياسة كاما، الذي يترأس البلاد منذ الاستقلال في 1966، ومحاولات الحكومة تجويع القبائل البدائية وطردها خارج أرض أجدادها في كالاهاري الوسطى، وطالبوا باستعادة حقهم في الصيد.

وأشار تقرير جديد لمنظمة «البقاء الدولية»، التي تعنى بحقوق الشعوب القبلية، إلى سوء معاملة القبائل الصيادة وانتهاك حقوقها، وكشفت المئات من حالات الضرب والاعتقالات والانتهاكات التي يعانيها سكان أدغال كالاهاري في بوتسوانا على أيدي ضباط الشرطة. وذكرت المنظمة حالات صادمة، منها رجل مات تحت التعذيب، وآخر قتل لأنه اصطاد غزالاً في البرية ليأكله مع عائلته. وجاء في التقرير أيضاً أن رجال الشرطة أطلقوا النار على طفل بعد رفض والده السماح لعناصر الشرطة بدخول كوخه للتفتيش، وبالفعل طرد مئات من الصيادين وعائلاتهم من أراضيهم بحجة «الحفاظ على البيئة».

تويتر