ثمرة نصف قرن من التنظيم المذهل لحركة السيارات والحافلات والدراجات

السويد الأولى عالمياً في السلامة المرورية

صورة

تطبق السلطات المحلية في العاصمة السويدية استوكهولم خطة محكمة ومذهلة لانسيابية حركة السيارات والحافلات، بينما يلحظ كل من يزورها أن أرصفة الشوارع تشهد انسيابية أكبر في حركة المارة والدراجات الهوائية على أمل الاحتفاظ بلقب الأولى عالمياً من حيث حوادث السير وحوادث الأرصفة. وفي عام 1967 وضمن تجاربها لنماذج وأنماط لتحسين حركة المرور، غيرت السلطات السويدية نظام قيادة السيارات من اليسار إلى اليمين. ولم يأت اعتبار السويد الدولة الأولى عالمياً من حيث سلامة الطرق والأرصفة وقلة الحوادث القاتلة من فراغ، وإنما ثمرة لأكثر من نصف قرن من التجارب والتطوير. ويقول مهندس المرور يان سودرستورم «أدركنا للمرة الأولى مدى أهمية الإجراءات والتدابير الذكية في ضمان السلامة المرورية، وليس بالضرورة أن يكون لهذا علاقة كبيرة أو رئيسة بالتقدم العلمي». وأقر البرلمان السويدي الشهر الماضي الاستراتيجية الخاصة برؤية معدل صفر للحوادث المرورية، التي تم وضعها عام 1997. ويقول عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو، إنه تبنى الرؤية السويدية لمعدل «صفر للحوادث المرورية»، ومنحها الأولوية ضمن الاستراتيجية الخاصة بالنقل والمواصلات، وإن هذه الرؤية ستساعد على اشتقاق أو بلورة نماذج وأفكار للتطوير ذات طابع محلي أميركي.

ثقافة مرورية

في مبادرة لخفض معدلات الوفيات من المشاة وسائقي الدراجات، التي لم تنخفض بالسرعة المطلوبة وإلى المعدلات التي ترغب فيها السلطات، تحقق السلطات المحلية في استوكهولم منذ فترة في كيفية زيادة امتصاص الازدحام، ولاسيما في مناطق الاختناقات. وفي أحياء البلدة القديمة من استوكهولم يعتمد نجاح فلسفة السلامة المرورية وانخفاض نسبة الحوادث على وعي الأفراد وحسن إدراكهم وثقافتهم.

وتقول مسؤولة النقل والمواصلات في نيويورك، بولي تروتنبيرغ «ثمة أمر يعرفه الجميع ويدرك أن له أهمية في خفض معدلات الحوادث المرورية، سواء في الشوارع أو على أرصفتها، هو أن الجميع لديه هواتف متحركة، ولا بد من وضع الهاتف جانباً أثناء قيادة السيارة». ويعتمد النموذج الأميركي للسلامة المرورية بصورة رئيسة على ثلاثة عناصر، هي: مستوى التعليم، وقوة الشرطة لتنفيذ القانون، ثم الهندسة المرورية. وتسعى دائرة النقل والمواصلات في نيويورك إلى النأي بنفسها عن مبادرات الشرطة وتحركاتها من خلال المزاوجة بين مبادئ وأفكار سويدية، وحملات لتوعية العامة وكيفية تقليل الحوادث. وفي السويد تشترك كل السيارات الحكومية والحافلات المدرسية في برنامج تكنولوجي يمنع السيارة من التجاوب مع شارة بدء التشغيل إذا لم يكن السائق رصيناً وعلى مستوى كبير من التركيز العقلي، ثم انضم أكثر من ثلث السيارات في السويد إلى تلك التقنية.

ولا يتعدى المعدل القانوني للكحول في الدم بالسويد ربع ما هو عليه في الولايات المتحدة، إذ أظهرت دراسة حديثة أن أكثر من 99.5% من السائقين السويديين رصينون وفي حالة تركيز عقلي ونفسي. ومنذ أكثر من 15 عاماً يعمل الجميع في السويد من شمالها إلى جنوبها وبطولها وعرضها من أجل هدف واحد هو تعزيز وإنجاح إجراءات السلامة المرورية، سواء في الشوارع أو على الأرصفة، من خلال تحديد معدلات السرعة، وإعادة تصميم الشوارع الرئيسة ذات الحركة المرورية المزدحمة، والاستفادة من قدرات وإمكانات الهندسة المرورية والتقنيات العصرية المتصلة بها، في سبيل الوصول بالحوادث والمخاطر المرورية إلى صفر%.

تويتر