السلفادور تخشى عودة عصابات الـ «مارا»

أحد أفراد العصابات ينظر من قفص للسجناء في مدينة سان سلفادور. غيتي

توصلت حكومة السلفادور لإبرام اتفاق تاريخي مع عصابة إجرامية قبل عامين، وتراجع بفعل هذه الهدنة مستوى الجريمة إلى حد كبير. ويعاني سكان مثلث الموت (السلفادور وغواتيمالا والهندوراس) من الجريمة منذ سنوات طويلة، وتقف عصابات الـ«مارا» وراء معظم تلك الجرائم. ونشأت هذه العصابة في ثمانينات القرن الماضي في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وانضم إليها مئات الشباب المتحدر من أميركا اللاتينية، وتم إبعاد معظمهم من الولايات المتحدة لينشروا الرعب في بلدانهم الأصلية. ويتميز أعضاء العصابة بالعنف المفرط والوشم الذي يغطي أجسامهم. وأسهمت الهدنة مع العصابة في السلفادور في حفظ دماء ما لا يقل عن 5500 شخص. ويقول الأسقف فابيو كوليندر وهو من الرعاة الرئيسين للاتفاقية «لقد تراجعت جرائم القتل بشكل لافت من 14 إلى خمسة في اليوم»، مضيفاً أن «الوضع في السجون هادئ على الرغم من اكتظاظها الشديد».

ويتم إنفاق ما لا يقل عن 600 مليون دولار سنوياً في المجال الأمني. وبموجب الاتفاق فقد تم نقل قادة العصابة الموجودين في سجون خاصة تحظى بمراقبة شديدة إلى مؤسسات عقابية عادية أقل صرامة، حيث يمكنهم التواصل مع أصدقائهم وأفراد العصابة الآخرين. ويقول الصحافي باولو ليورز «لقد كان قراراً سياسياً محفوفاً بالمخاطر». ويضيف ليورز الذي يعد من بين الشخصيات الداعمة للهدنة، أن «معظم الناس في السلفادور لا يدركون أن السجون تخفف من إجراءاتها الصارمة في ما يخص المجرمين الخطرين جداً». في المقابل تسعى الدولة لتوجيه المبالغ المخصصة لمحاربة الجريمة إلى إعادة إدماج الشباب المنحرف في المجتمع. وكان الرئيس السابق اليساري موريسيو فيونز أعطى موافقته على مشروع الهدنة مع الـ«مارا»، لكن بشرط أن تبقى سراً.

ويقول رفائيل (31 عاماً)، الذي انضم إلى العصابة وهو في الـ15 من العمر «لقد فعلنا كل ما بوسعنا للتقليل من وتيرة العنف في البلاد»، في إشارة إلى حمله السلاح ضد الحكومة في عام 2000، التي راهنت حينها على الحل الأمني، إلا أن القيادي في العصابة «يتمنى ألا تعيش ابنته الحياة نفسها التي عاشها». ويضيف «لقد تخلت عنا الحكومة، نريد أن نوجه أعضاء العصابات إلى أمور إيجابية».

 

تويتر