المرصد

أسلوب جديد للرئاسة المصرية في الرد على منتقديها

الرد الكتابي المباشر عبر الصحف سلوك إعلامي جديد، ويبدو أن الرئاسة في مصر تعتزم اتباعه للرد على منتقديها من وسائل الإعلام العالمية، فقد وجه المتحدث باسم الرئاسة، ياسر علي، رسالة نصية إلى قسم «بريد القراء» بصحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، على موقعها الإلكتروني، للرد على إحدى المقالات التي كانت قد نشرتها في وقت سابق من الشهر الجاري، وصفت فيه مناخ الإعلام الحالي في مصر بأنه «ترهيبي»، ونظام الرئيس المصري، محمد مرسي، بأنه «مستبد آخر»، يمارس ضغوطاً كبيرة على وسائل الإعلام، ويسعى إلى كبح الحريات وتقييد الآراء ومنع الانتقادات، وهو ما دعا المتحدث الرئاسي المصري للرد قائلاً «إن مصر لا تقمع وسائل الإعلام، ونشعر بقلق بالغ من أن الصحيفة الأميركية تستند في ادعاءاتها إلى حجج واهية لا أساس لها من الصحة».

كما تقدم مكتب الرئيس مرسي بشكاوى عدة ضد الأخبار المفبركة وغير الصحيحة، بينما قال علي «على حد علمنا لم نرَ مذيع أخبار أو مقدم برنامج تم الانقضاض عليه أو اختطافه من البث المباشر على الهواء لمجرد انتقاده الحكومة أو النظام الجديد، على خلاف ما وصفته (واشنطن بوست) في مقالها».

وكانت الصحيفة الأميركية قد انتقدت في افتتاحيتها ما وصفته بمناخ الترهيب في مصر، وقالت «إن الإجراء الأكثر أهمية للحكومة في مصر لن يكون في كيفية إدارة الاقتصاد، أو ما إذا كانت ستحتفظ بعلاقات ودية مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ولكنه سيتمثل في مدى محافظتها على المعايير الديمقراطية التي أتاحت لها الوصول إلى سدة الحكم». واشارت «واشنطن بوست»، في معرض انتقاداتها لأداء مرسي وحكومته، الى أنه «لو امتلك الشعب المصري القدرة على انتقاد أداء الحكومة بحرية، والتصويت في نهاية المطاف باستبعادها إذا أخفقت، فإن أخطاء الرئيس مرسي وتجاوزاته ستكون قابلة للتصحيح، لكن يبدو ان مرسي وحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، مازالا مصرَّين على أنهما ملتزمان بالنظام الديمقراطي، ويسعيان إلى حماية حرية الصحافة والسماح لأحزاب المعارضة بالعمل بحرية مطلقة». واضافت أن نظام مرسي يمارس ضغوطاً متزايدة على الصحافيين والنقاد البارزين، الذين تعرض كثير منهم لتحقيقات جنائية وشكاوى في هذا الصدد، ومنها بلاغات عن نشر الأخبار الكاذبة واتهامات بازدراء الأديان، مروراً بقضايا إهانة الرئيس مرسي. وفي معرض اشارتها الى التضييق المستمر من الحكومة على حرية التعبير، تحدثت عن الشخصية الكوميدية المذيع المعروف باسم يوسف، في برنامجه الهزلي «البرنامج»، وما تعرض فيه لصورة الرئيس مرسي. كما اقدمت مجموعة من الإسلاميين المؤيدين للداعية حازم صلاح أبوإسماعيل على محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي والقنوات التلفزيونية المستقلة، في حين تعرض اعلاميون للملاحقة والتضييق. وسواء كان الرد المباشر في الصحف أسلوباً جديداً أو قديماً فعالاً أو ضعيف المفعول، فإن هذا الأسلوب يدل على مدى وحجم ما تتعرض له حكومة مرسي من انتقادات داخلية وخارجية في تعاملها مع الإعلام والإعلاميين.

تويتر