مهاجرون تونسيون يُتركون لمصيرهم في عرض البحر

يشهد المتوسط أعداداً متزايدة من المهاجرين المتوجهين إلى أوروبا. أرشيفية

عباس سطو على قيد الحياة «بفضل الله» يتعافى في مستشفى تونسي، ويخشى انه الناجي الوحيد من ضمن 55 امرأة ورجلاً أبحروا في قارب من ليبيا الشهر الماضي، على أمل الوصول إلى ايطاليا. ويبدو أن ركاب هذا المركب قد لقوا حتفهم غرقا أو جوعاً، وعطشا وتعباً، بعد انقلاب زورقهم وتاهوا في البحر لمدة 15 يوما في منطقة تعتبر من اكثر الممرات البحرية ازدحاماً بالسفن المسافرة في العالم. وحسب الوصف الأريتيري فإن 55 شخصا كانوا على متن القارب في العاصمة الليبية طرابلس، ووصلوا الى سواحل ايطاليا بعد 24 ساعة، ولكن الرياح العاتية منعتهم من الوصول الى البر وطلب اللجوء. وأجبر القارب على العودة الى البحر، إذ تعرض جسم القارب لأضرار، وتعطل محركه. ونظرا لعجزهم عن طلب المساعدة لان الهواتف النقالة التي كانوا يحملونها كانت معطلة، اصبحوا في حالة ضياع، كما أن قاربهم جنح بعيدا الى داخل البحر. وبالنظر إلى نفاد مياه الشرب بدأ الركاب يموتون من العطش والجفاف، وهم من أريتيريا والسودان والصومال. وفشلت كل محاولاتهم إرسال أية اشارات لتنبيه السفن المارة الى المكان.

وبوفاة هذا العدد من المهاجرين فانهم ينضمون الى 170 آخرين تقول الامم المتحدة انهم لقوا حتفهم أو فقدوا في البحر خلال محاولتهم القيام برحلة من ليبيا إلى ايطاليا هذا العام. ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم بالنظر إلى أن المزيد من المهاجرين يخاطرون بحياتهم لقطع الرحلة الى اوروبا خلال الفترة ما بين الان وسبتمبر، حيث يكون البحر المتوسط في أكثر حالاته هدوءاً. ووصل حتى الان 1300 شخص الى ايطاليا، ولكن ثمة مخاوف من أن الاضطرابات الناجمة عن «الربيع العربي» ستؤدي الى جعل المزيد من اليائسين يحاولون عبور البحر الى اوروبا.

والكارثة الحقيقية أن السلطات المسؤولة عن البحار والسفن التجارية تغض الطرف عند مشاهدة هؤلاء المهاجرين وهم يعانون ورطة مميتة في البحر الابيض المتوسط. وقال نائب المندوب السامي للمهاجرين الكساندر اليينكوف، إن وفاة هؤلاء المهاجرين تعتبر «كارثة».

ودعا الى أن تكون «جميع السفن العاملة في البحار في اقصى انتباهها لمساعدة المهاجرين الذي يحتاجون للمساعدة في البحر المتوسط»، وقال: «البحر المتوسط أحد أكثر البحار ازدحاما بالسفن في العالم، ولزاماً على هذه السفن انقاذ من يطلب المساعدة في البحر».

وتقول جماعة الضغط المعروفة باسم «قوارب من أجل الناس» انه في معظم الحالات فان المهاجرين الذين يعانون المشكلات في عرض البحر يتركون لمواجهة مصيرهم المحتوم، او يتم ارجاعهم الى البلاد التي جاؤوا منها جنوب البحر المتوسط. وفي حالة سيئة وقعت العام الماضي، غادر قارب على متنه 72 راكباً مدينة طرابلس، ولكنه ظهر على سواحل ليبيا بعد مرور اسبوعين، ولم يكن فوق متنه تسعة من الناجين. وأشارت التحقيقات الرسمية الى أن أحداً لم يعمد الى تقديم المساعدة للقارب، على الرغم من إطلاق نداء استغاثة دولي، وانه تم تحديد مكان الزورق.

تويتر