ملابسات غامضة والأعداد بلغت 60 مغدورة و100 مفقودة خلال 2012

موجة ثانية من «قتل النساء» تجتاح المكسيك

بعض الأهالي أرجعوا القتل إلى ملابسات مختلفة. أرشيفية

في البداية كانت هناك بضعة عظام وقطع من جسد آدمي، تم العثور عليها في وادٍ يمتد الى ما وراء مدينة خواريز المكسيكية، وقالت السلطات إن اربع نساء تم قتلهن واخفاء جثثهن، وقام المحققون في المنطقة ذاتها باكتشاف آخر هذا العام، حيث عثروا على 10 نساء وفتاة مقتولات، ومعظم هؤلاء اختفين في الفترة ما بين 2009 و،2010 وعندما شوهدن في المرة الاخيرة، كان العديد منهن في سن المراهقة، وطالبات ناجحات في المدرسة، ويتمتعن بمستقبل باهر، وبوفاتهن تحولن جميعاً الى خيال في ذاكرة أقربائهن.

ولاتزال والدة ايدالي خواش تصر على ان ابنتها مفقودة، على الرغم من أن فحوص الحمض النووي لقطع بشرية تم العثور عليها في أحد القبور، أثبتت أنها تخص ابنتها. وقالت الفيرا غونزاليز إنها شعرت بما بدى أنه روح ابنتها في المنزل، قبل ان تكتشف انها كانت مدفونة في احد القبور. وقالت غونزاليز وهي تغالب دموعها: «لم أصدّق يوماً أنه سيتم احضارها الينا بهذه الصورة، وكنت أعتقد بأنها ستعود إلينا حية».

وأصبحت مدينة خواريز مشهورة، نظرا لموجة العنف التي بدأت في تسعينات القرن الماضي، وخلّفت مئات من النساء امواتا خلال عقد من الزمن. وتحرك الانتباه العالمي، لكن القتل ظل مستمراً، إذ بدأت موجة ثانية من القتل، ربما تكون اكبر من الاولى، وعلى الرغم من انخفاض وتيرة العنف بشكل عام، إلا أن العديد من النساء المقتولات يتم اكتشافهن باستمرار.

وحتى الآن تم قتل 60 امرأة وطفلة هذا العام. وذكرت تقارير أمنية أن 100 أخريات على الأقل مفقودات خلال العامين الماضيين، وعلى الرغم من أن تعداد الموتى بين النساء يمكن ان ينخفض عما كان عليه الحال عام ،2010 إذ قتل 304 نساء، يقول مسؤولون حكوميون إن تعداد النساء المقتولات في عام 2012 يفوق ما حدث في أي عام آخر في المرحلة التي عرفت بالإبادة النسوية. ويقول المحقق في شؤون حقوق الانسان غوستافو دو لا روزا، إن ردة فعل السكان لاتزال أقل من المتوقع، وهم يعتقدون ان ذلك امر طبيعي.

وأطلقت السلطات المكسيكية الوعود منذ سنوات بانها ستعتبر مثل هذه الحالات في قمة اولوياتها، وتحت الضغوط الدولية يرى النواب العامون أنه يجري الآن حل غموض مزيد من حالات القتل، لكن حالات الاعتقال أو الادانة لاتزال نادرة، وبالنسبة للضحايا اللواتي يتم العثور عليهن في قبور جماعية في وادي خوازير، تظل معظم التفاصيل الاساسية في حال غموض، حتى بعد مرور أشهر عدة على اكتشافها. وقال الاطباء الشرعيون إنهم لا يعرفون حتى تعداد النساء المدفونات هناك.

ويقول المحقق الشرعي هكتور هولي، المسؤول عن توثيق مشاهد الجريمة لمعظم النساء اللواتي قتلن في خواريز «إنهن لسن اللاتي نتوقع مشاهدتهن مقتولات». ويعمل السيد هولي في هذا المجال منذ عام ،2003 وتخصص في معاينة جثث النساء في السنوات الاخيرة، وهو يعتقد أن هذا العدد المرتفع من الضحايا النساء يرجع الى تورط السكان المحليين بصورة متزايدة مع عصابات المخدرات، إضافة إلى تصرفات الرجال الغيورين على نسائهم، ويمكن وجود الامرين معاً.

وعندما فتح هولي ملفاً في جهاز الكمبيوتر الخاص به، أظهر واحدة من ضمن 18 امرأة قتلن الشهر الماضي. وأظهرت الصور أنها كانت ملقاة في شارع عام، وعثر عليها في الساعة الثامنة صباحاً. وقال السيد هولي «كانت مطعونة 63 طعنة، وكانت ملابسها ملطخة بالدم». واستناداً الى عدد الطعنات، فربما يكون القاتل من جماعات المخدرات، حسبما قال هولي. وفُتح ملف آخر يظهر امرأة قتلت بطلق ناري، تم العثور عليها في قاع كومة من القمامة، وقال «كانت حاملاً، ونعتقد أنها مدينة لرب عملها ببعض المال، وربما يكون الموضوع ذا صلة بالمخدرات».

وفتحت ملفات العديد من النساء الكبار والصغار، معظمهن قتلن بالرصاص من مسافة قريبة. وقال انه ليس لديه معلومات عن النساء اللواتي وجدن في القبور الجماعية، لكنه حذر من اعتبار هؤلاء الضحايا قضية واحدة، وقال «في خواريز يوجد كل شيء، الازواج الغيورون، وآباء الازواج الغيورون أيضاً، وهناك نساء يقتلن نساء أيضاً».

تويتر