صحافة عربية

العنف ضدّ الأساتذة يقلق التونسيين

ترصد هيئات متخصصة في تونس بقلق، تنامي ظاهرة اعتداء التلاميذ على أساتذتهم بشكل ملحوظ، وتتباين آراء الخبراء حول خلفيات عنف التلاميذ ضد أساتذتهم الذين كان أمير الشعراء شوقي يتغنى بمكانتهم قائلاً «كاد المعلم أن يكون رسولا».

فقد المدرس (ح.ب،42 عاماً) حماسة التدريس المتقدة التي بدأ بها مشواره المهني قبل سنوات، منذ أن اعتدى عليه أحد تلاميذه بالضرب في ساحة المدرسة الثانوية التي يعمل فيها، انتقاماً لطرده لمدة ثلاثة أيام بسبب الغش في الامتحان. ويقول هذا المدرس، بحرقة «لا أستطيع أن أنسى ذلك اليوم، كنت متجهاً إلى الفصل عندما اعترضني تلميذي في ساحة المدرسة، ودون مقدمات شرع في الاعتداء علي بالسبّ وبالضرب حتى سقطت أرضاً»، مضيفاً أنه لم يعد له بعد ما حصل «أي طموح في هذه المهنة»، وأنه يتمنى لو يحال إلى التقاعد المبكر، ليستريح منها نهائياً.

تعددت حالات الاعتداء على المدرسين في تونس، وخصوصاً في المعاهد الثانوية في السنوات الأخيرة، ما دفع نقابات إلى قرع جرس الإنذار للتحذير من خطورة هذه «الظاهرة» الجديدة في البلاد. وقد تعددت أشكال الاحتجاج على اعتداءات التلاميذ على أساتذتهم، ووصل صداها إلى شبكة التواصل الاجتماعي الـ«فيس بوك». تؤكد هيئات غير حكومية أن الاعتداءات ضد المدرسين في تونس أصبحت «ظاهرة مستفحلة»، إلا أن وزارة التعليم التونسية تنفي ذلك، وتقول إن الأمر لا يتعدى مجرد حالات «عرضية ومعزولة». وحذر المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية أخيراً، من «النسق التصاعدي» منذ السنة الدراسية الحالية لحالات الاعتداء على المدرسين في التعليم الأساسي والإعدادي والثانوي، وحتى العالي. وتم تسجيل أكثرمن 50 حالة عنف في المدارس والمعاهد التونسية خلال شهر واحد، معظمها ضد مدرسين. وأطلق المرصد العام الماضي حملة وطنية إلكترونية لوقف العنف ضد المدرسين، قال إنها تهدف إلى «التعريف بمخاطر هذه الظاهرة، وإلى اشراك الجميع في وقفة حازمة للتصدي لها».

تويتر