‏المرصد‏

‏«غوغل» والصين والرقابة‏

‏قررت شركة المحرك العالمي للبحث على الشبكة العنكبوتية غوغل، نقل مقره في الصين من العاصمة بكين إلى هونغ كونغ، في تصعيد يكرس استمرار الخلافات بين الشركة الاميركية والسلطات الصينية حول حرية العمل وتحريره من أي قيود. وفي محاولة منها لاحتواء الأزمة، قالت الحكومة الصينية إن الخلاف لن يضر بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، لكنها اتهمت شركة غوغل بالإخلال بوعد مكتوب قدمته للصين، وقالت انها مخطئة تماماً في قرارها إنهاء الرقابة على موقعها الصيني.

كما وصفت بكين قرار الشركة بإيقاف الرقابة على محتوى محرك البحث باللغة الصينية بأنه قرار خطأ كلياً، وقالت إن الشركة لم تلتزم بتعهداتها السابقة. وقالت غوغل قبل ايام سيتم تحويل متصفحي محركها في الصين بشكل تلقائي إلى محرك بحث بديل يقع مقره في هونغ كونغ، وغير خاضع للرقابة، لكن بكين ردت باتخاذ قرار مضاد بإغلاق منافذ البحث في غوغل في هونغ كونغ ومحيطها. وذكر مسؤولون صينيون أن الجولة المقبلة من المحادثات الاستراتيجية والاقتصادية رفيعة المستوى، مع واشنطن ستجري في بكين في مايو المقبل، وسط أجواء من الخلافات بين البلدين بشأن عدد من القضايا، بينما وصف مراسل «بي بي سي» في الصين داميان غراماتسكاس قرار شركة غوغل بأنه «ضربة قاصمة» لصورة الصين أمام العالم.

وذهب رأي الى أن هذه الأزمة ليست غريبة، فهي تندرج في اطار الخلافات الكبيرة تجاه قضايا كبيرة خصوصاً تلك المتصلة بحرية الاعلام والتعبير وانسياب المعلومات وتبادلها وما يفضي ذلك الى ملف اوسع هو حقوق الانسان الذي يسبب انتقادات كثيرة ولاذعة للصين . وقال مسؤول في مجلس الدولة الصيني للمعلومات، إن الشركة الاميركية باشرت إعادة توجيه المستخدمين الى موقع البحث في هونغ كونغ وانهاء الرقابة التي كانت تفرضها، لكنها ستواجه صعوبات مستقبلاً في ما يخص نشاطاتها في الصين «لانتهاكها التعهد الخطي» الذي وقعت عليه عندما دخلت السوق الصينية.

ويقول مسؤولون في بكين أيضاً انهم يعارضون بقوة تسييس الخلافات التجارية ويشعرون بالغضب للاتهامات التي وجهتها غوغل لحكومتهم التي سبق وحذرتها في فبراير الماضي من أنها اذا قررت إغلاق موقعها الصيني فيتوجب عليها القيام بذلك بموجب القوانين الصينية. وقد أبقت غوغل على بقية انشطتها في الصين للحفاظ على فرص للتوسع في أسواقها التي تعتبر الاكبر في العالم، من حيث عدد مشتركي الإنترنت الذي يتجاوز 400 مليون. وقد وصفت وكالة الانباء الصينية غوغل بأنها اداة سياسية تحاول نشر القيم والثقافة الاميركية واتهمتها بالعمل وفق اجندة سياسية تخدم المصالح الاميركية. وكانت غوغل قد توقفت عن العمل في الصين في يناير الماضي احتجاجاً على هجمات قرصنة معقدة مصدرها الصين استهدفت سرقة شفرات برامجها والتسلل الى حسابات البريد الالكتروني الخاصة بناشطين صينيين يعملون في مجال حقوق الانسان. وتحظر الحكومة الصينية على شركات تقديم خدمات الانترنت عرض صور أو مواضيع مناهضة لها، حيث اقدمت أخيراً على حجب مواقع واسعة الانتشار على شبكة الانترنت مثل الـ«فيس بوك» و«تويتر».

 

تويتر