وسط ضغوط متصاعدة

ترامب يعدل قليلاً من موقفه بشأن الأسلحة

صورة

اضطرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى اتخاذ موقف، أول من أمس، بشأن الأسلحة النارية في مواجهة موجة استنكار إثر عملية إطلاق النار الدامية في مدرسة بفلوريدا، عارضاً حظر جهاز فتاك يحول بندقية إلى سلاح شبه أوتوماتيكي، سبق أن استخدم في نهاية 2017 في مجزرة لاس فيغاس.

ويخضع ترامب لضغوط شديدة، لاسيما من قبل طلاب نجوا من المجزرة الأسبوع الماضي، وأعلنوا التعبئة ضد هذه العمليات المتكررة. وقد استقل العشرات منهم حافلات في اتجاه تالاهاسي عاصمة فلوريدا، حيث صوّت مجلس النواب المحلي للتو لرفض تشديد القوانين المحلية حول الأسلحة النارية.

والتقى هؤلاء التلاميذ من مدرسة باركلاند بشمال ميامي، أمس، مع مسؤولين محليين منتخبين، للتنديد بتقاعس الطبقة السياسية في مواجهة تضاعف عمليات إطلاق النار في المدارس الأميركية خلال السنوات الأخيرة.

وقال أحدهم، ويدعى تنزيل فيليب، في شهادة بثتها شبكة «سي إن إن» التلفزيونية، معلقاً: «نوظف غضبنا وحزننا لإنجاز أمر لا يمكن تصديقه والحض على تغيير الأوضاع».

وأكد طالب آخر، يدعى ألفونسو كالديرون، لـ«سي إن إن» أن لقاء أمس «هو مجرد محطة أولى» من التعبئة الطلابية، ما ينذر بوضع جديد في جدل يراوح مكانه منذ زمن طويل.

وشعار التلاميذ هو أن تكون المجزرة، التي شهدتها مدرستهم، «الأخيرة» في الولايات المتحدة.

وبعدما حظي خلال حملته الانتخابية بدعم «الجمعية الوطنية للبنادق»، لوبي الأسلحة النارية الواسع النفوذ في الولايات المتحدة، يجد الرئيس الأميركي نفسه في موقف حرج ويلتزم حتى الآن بالحذر الشديد حيال أي تعديلات واسعة النطاق لقوانين حيازة الأسلحة.

وأعلن أول من أمس أنه طلب من وزارة العدل وضع تشريعات ترمي إلى حظر «جميع الأجهزة التي تحول الأسلحة المشروعة إلى بنادق أوتوماتيكية»، مستشهداً بهذا الصدد بعملية إطلاق النار في لاس فيغاس، التي أوقعت 58 قتيلاً في أكتوبر الماضي.

وأكد أنه من المقرر إنجاز النصوص المتعلقة بهذه الأجهزة قريباً.

وكان مسؤولون جمهوريون تحدثوا بعد تلك المجزرة عن احتمال تشديد القوانين، وفي بادرة نادرة أشارت الجمعية الوطنية للبنادق أيضاً إلى مثل هذا الاحتمال، لكن بعد مضي خمسة أشهر لم يتم إحراز أي خطوة بهذا الشأن في الكونغرس.

والجهاز المعني هو عقب بندقية يمكن تثبيته وفكه، يستخدم طاقة الدفع العكسي عند إطلاق النار لإحداث حركة ذهاب وإياب فائقة السرعة للبندقية بالتوازي مع تلقيمها بالوتيرة ذاتها.

وقام منفذ مجزرة لاس فيغاس، الذي كانت 12 من بنادقه مجهزة بهذه الآلية، بإطلاق النار بوتيرة وصلت إلى تسع رصاصات في الثانية.

وعند إعلانه عن استقبال الطلاب والمدرسين أمس، ومن بعدهم ممثلي قوات الأمن، وعد ترامب بإحراز «تقدم ملموس لجعل المدارس أكثر أماناً».

وكتب لاحقاً على «تويتر»: «سواء كنا ديمقراطيين أو جمهوريين، علينا الآن تركيز جهودنا على تشديد عملية التحقيق في السوابق» لمن يرغب في شراء أسلحة نارية.

وفيما كشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «إيه بي سي» أن أكثر من 60% من الأميركيين يعتبرون أن البيت الأبيض والكونغرس لا يبذلان ما يكفي من الجهود لمنع وقوع عمليات إطلاق نار دامية، أعلنت الإدارة الأميركية، أول من أمس، أنها منفتحة على نقاش حول فرض حد أدنى للسن من أجل شراء أسلحة شبه أوتوماتيكية مجهزة بمخازن كبيرة السعة.

واستخدمت هذه الأسلحة، ومنها بنادق «إيه آر 15»، في عملية إطلاق النار في باركلاند، كما في معظم المجازر الكبرى التي وقعت أخيراً في الولايات المتحدة، وفي طليعتها المجزرة في المدرسة الابتدائية في نيوتاون التي قتل فيها 20 طفلاً عام 2012.

أما في فلوريدا، فرفض أعضاء مجلس النواب المحلي، الثلاثاء، حظر البنادق الهجومية والمخازن الكبيرة السعة بـ71 صوتاً مقابل 36 صوتاً مؤيداً لهذا الحظر.

تويتر