Emarat Alyoum

«TEDx فلسطين».. نافذة مواهب غزة المنسية خلف جدران الحصار

التاريخ:: 06 أكتوبر 2017
المصدر: زهير دوله - غزة
«TEDx فلسطين».. نافذة مواهب غزة المنسية خلف جدران الحصار

في قاعة المؤتمرات بجامعة فلسطين وسط قطاع غزة، استعرض 11 رائداً ورائدة من القطاع، تجاربهم الملهمة في مجالات متنوعة ما بين التعليم والترفيه والإثارة، بهدف تحفيز التغيير الإيجابي في المجتمع، حيث عرضت تلك القصص عبر مؤتمر «TEDx»، النسخة الفلسطينية لمنصة «TED» العالمية الداعمة للأفكار الخلاقة.

وأثبت المتحدثون عبر منصة «TEDx» من فلسطين، التي أقيمت في نهاية سبتمبر الماضي، أن الحزن يبتسم رغم كل شيء، ويهزم أمام الإرادة العالية، وأن الإبداع لا تحده الظروف، فالشباب الفلسطيني مستمر في إلهام العالم بقصص نجاحه وتميزه، رغم كل الظروف القاسية التي تعترض طريقهم.

راوحت تجارب المتحدثين بين غريبة، وأخرى بسيطة ومتنوعة، منها قصص أبكت الجمهور، وأخرى أضحكته، ولكنها جميعها جعلت الحضور يقف مصفقاً ومتأثراً لكل ما سمعه وشاهده.

«TEDx» هو حدث يُقام في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1984، ويجمع مجموعة من المبدعين والمفكرين حول العالم، ويعطيهم فرصة ليكونوا متحدثين من أربع إلى 13 دقيقة، ويقوموا بعرض أفكارهم على الجمهور، وتكون الفكرة جديدة ملهمة ومثيرة ومؤثرة بالجمهور.

ويعد «TEDx» حدثاً منظماً ذاتياً، فقد دأبت «تيد» منذ عام 2006 على إعطاء تراخيص لنشر الحدث عالمياً، ومنح تراخيص للناس في منطقتهم لإقامة الحدث في بلدانهم، حيث استضافت 166 دولة الحدث من ضمنها دول عربية.

وتفصيلاً، تقول منسقة حدث «TEDx» إسراء ياسين لـ«الإمارات اليوم»: «إنه يوجد في غزة أعداد كبيرة من المبدعين أصحاب الأفكار الملهمة، وهم بحاجة إلى منصات عالمية لعرض أفكارهم التي تغير صورة غزة النمطية، والمتمثلة في القتل والدمار والفقر، بالإضافة إلى إبراز الوجه الجديد لغزة المملوءة بأفكار وعقول تستطيع أن تكون موجودة في مثل هذه المنصات العالمية».

وتشير إلى أن القائمين على الحدث في غزة أرادوا من خلال منصة «TEDx» إيصال رسالة للعالم الخارجي، مفادها أن غزة التي دمرتها الحروب الإسرائيلية والحصار، ويعاني سكانها الوجع والألم والحرمان والبطالة، تحتض الملهمين وأصحاب الأفكار المميزة، والعقول المفكرة، وأنها تمتلك جوانب مشرقة تعشق الحياة.

وصعد المتحدثون تباعاً على المنصة التي أقيمت في جامعة فلسطين، والمجهزة بإضاءة خاصة للحديث عن تجاربهم، التي راوحت بين تجارب غريبة، وأخرى بسيطة ومتنوعة، منها قصص أبكت الجمهور، وأخرى أضحكته، ولكنها جميعها جعلت الحضور يقف مصفقاً ومتأثراً لكل ما سمعه وشاهده.

وروى الشاب مؤمن قريقع (35 عاماً) قصته مع التصوير الصحافي وهو مبتور القدمين، وكيف استطاع التحول من حدث نقله كل الصحافيين أثناء إصابته خلال تغطيته للعدوان الإسرائيلي، إلى ناقل وموثق للأحداث المتلاحقة فلسطينياً.

وقال قريقع مخاطباً الجمهور الذي كان ينتظر سماع تجارب المتحدثين بكل شغف، إن «الأحلام لا تحتاج إلى أقدام بل إلى إقدام، فعلى الرغم من إصابتي وفقداني لطرفي السفليين، إلا أنني لم أستسلم، وأكملت حياتي بعزيمة قوية، فحبي للتصوير الصحافي ورغبتي في توثيق الجرائم الإسرائيلية، جعلاني أثابر حتى أمارس عملي بالصورة المطلوبة، فالإبداع لا تحده الظروف مهما كانت».

وأوضح قريقع لجمهوره بينما كان يعتلي نصفه العلوي المنصة، أن كاميرته صديقته ورفيقة دربه، التي لم تتخلَ عنه سواء قبل الإصابة أو بعدها، مشيراً إلى أنها عالمه الخاص الذي ينقل من خلالها الواقع الفلسطيني إلى العالم الخارجي.

وعلى المنصة ذاتها صعد الشاب صلاح الصادي (35 عاماً) صاحب أول مختبر علمي لتدوير المخلفات البيئية، والاستفادة منها للحفاظ على البيئة الخضراء، وتحدث أمام الجمهور، قائلاً إن «الفكرة لا تموت، بل تحيا بالطموح والإصرار، فمشروعي كان فكرة صغيرة، فكرت فيها قبل 10 سنوات، وكان أصدقائي يسخرون مني عندما كنت أحدثهم أنني سأحافظ على البيئة الخضراء من خلال تدوير المخلفات، ولكنني لم ألقِ لهم بالاً، مكملاً طريقي حتى أبصر مشروعي النور منذ عام مضى».

واستطاع الصادي اكتشاف الكثير من المعلومات والمواد والتجارب التي يمكن أن يكون لها مستقبل في غزة، مؤكداً أنه ماضٍ في تحقيق طموحه للوصول إلى أهدافه.