مع زيارة الرئيس الصيني لألمانيا

حمّى دب الباندا تغزو العاصمة برلين

صورة

أصبحت الباندا العملاقة رمزاً دبلوماسياً لـ«بداية جديدة» من العلاقات بين الصين وألمانيا، بعد ترحيب المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، بالرئيس الصيني، جين بينغ، قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين في هامبورغ.

واجتاحت المدينة حمى دببة الباندا لأسابيع، وصار سكانها يترقبون مشاهدة زوج من الباندا العملاقة استضافته السلطات، ووصلت الحمى ذروتها، يوم الأربعاء الماضي، عندما تمت إزاحة الستار المخملي عن قفصهما الزجاجي البالغ سعره تسعة ملايين جنيه استرليني، ليرى الجمهور زوجي الباندا وهما يمضغان أوراق الخيزران في هدوء دون أن يعيرا مشاهديهما أي اهتمام، وغير عابئين بالمسؤولية الدبلوماسية الملقاة على عاتقهما، حيث إنهما يرمزان للعلاقة بين الصين وألمانيا. ويطلق على هذين الزوجين، منغ منغ وجياو تشينغ، وهما اسمان يسهل على الشباب الألماني نطقهما.

وأشارت ميركل إلى أن هذين الزوجين (وتعني ترجمة اسميهما من اللغة الصينية «حلم حلو» و«حبيبي»)، يعتبران سفيرين خاصين بين ألمانيا والصين، حيث يستعد البلدان لإطلاق ما وصفه بينغ بـ«بداية جديدة» للعلاقات.

وتم بث مراسم إزاحة الستار عن الدببة مباشرة على التلفزيون الألماني، حيث شاهدها ملايين المشاهدين، وفتحت المدينة جناح الباندا أمام الجمهور أول من أمس.

وتم جلب هذين الدبّين من الصين على سبيل الإعارة مقابل رسوم سنوية قدرها مليون يورو، حيث تأمل حديقة الحيوان استقطاب عدد كبير من الزوار، في حين تتوقع حكومتا بكين وبرلين أن يساعد دبّا الباندا على إقامة رابطة جديدة بينهما.

وينظر إلى منغ منغ وجياو تشينغ على أنهما عنصران جاءا في الوقت المناسب، للتخفيف من القضايا الأكثر شراسة وحدة، والتي تضطر كلاً من ألمانيا والصين الى التعامل معها قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين في هامبورغ هذا الأسبوع، مثل التجسس الإلكتروني وحقوق الإنسان، وليس أقلها معاملة الصين للناشط المؤيد للديمقراطية والمتعاطف مع الديمقراطية والحائز جائزة نوبل للسلام، ليو شيابو.

وقال بينغ، الذي وصل إلى ألمانيا قبل ثلاثة أيام من انعقاد قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، بعد أن وقعت الصين سلسلة من الاتفاقات التجارية مع شركات ألمانية رائدة: «إن العلاقات الألمانية الصينية تقف على أعتاب عهد جديد، نحتاج فيه إلى إحداث اختراقات جديدة».

دبلوماسية الباندا ليست جديدة، فقد حصلت برلين على أول دب باندا، واسمه هابي، قبل الحرب العالمية الثانية، ومنحت الصين الرئيس الأميركي، ريتشارد نيكسون، زوجين من الباندا خلال زيارته الأولى للصين في عام 1972.

وقالت ميركل لبينغ إن البرلينيين «انتظروا لفترة طويلة» ليحصلوا على هذه الباندا، منذ أن توفي باو باو، وهو دب قدمته الصين هدية إلى المستشار الألماني السابق، هيلموت شميت عام 1980. وتوفي ذلك الباندا عام 2012 في سن الـ34.

تويتر