السلطات ترفض مبدأ أخذ الحق باليد.. والشارع يراه ردّ فعل انفعالياً

أهالي قرية مصرية يعاقبون «خاطفة أطفال» بربطها بعمود إنارة

صورة

عاقب شباب في قرية مصرية بمحافظة الشرقية خاطفة أطفال مفترضة بأنفسهم، بعد أن ربطوها بعمود إنارة، ورفضت السلطات المصرية التهاون مع الشباب المعتدين على الخاطفة المفترضة، وألقت القبض على 13 منهم موجهة لهم تهمة التعدي بالضرب. ورفض حقوقيون تمرير فكرة الانتقام الذاتي خارج المؤسسة العدلية، لكنهم أيضاً دعوا إلى الوضع في الاعتبار مشاعر الأبوين والأسر، بعد تصاعد حالات اختطاف الأطفال التي تزايدت أعدادها في الفترة الأخيرة.

فقد ألقت الأجهزة الأمنية المصرية بمركز بلبيس، التابع لمحافظة الشرقية، أول من أمس، القبض على 13 شخصاً متهمين بتعليق سيدة تدعى «نبوية»، قادمة من منطقة المرج بالقاهرة، على عمود إنارة، وتعدوا عليها بالضرب المبرح، بعد أن اتهموها بمحاولة اختطاف طفل، وأقرت المتهمة باعتزامها سرقة «تلفون محمول»، لكنها أنكرت نيتها اختطاف طفل. وفتحت الحادثة ملف اختطاف الأطفال الذي وصل إلى أعداد غير مسبوقة في مصر من جهة، كما أشعلت نقاشاً حول حدود الموقف الأهلي في التعامل مع المجرمين المفترضين.

• حقوقيون رفضوا تمرير فكرة الانتقام الذاتي خارج المؤسسة العدلية، لكنهم أيضاً دعوا إلى الوضع في الحسبان مشاعر الأبوين والأسر، بعد تصاعد حالات اختطاف الأطفال التي تزايدت أعدادها في الفترة الأخيرة.

وارتبط التزايد في خطف الأطفال بحالة الانفلات الأمني التي شهدتها البلاد ووصلت ذروتها في عام 2013، حيث بلغت في هذا العام طبقاً لقناة «الغد» المصرية نحو 1860 حالة، وقد رفضت الداخلية المصرية في تصريحات متتالية اعتماد هذا الرقم ووصفته بالمبالَغ فيه، لكن الخبير الأمني خالد عكاشة قال إن مصدر اللبس هو عدم التفريق بين ظاهرتي «خطف الأطفال» و«تسرب الأطفال» من الأسر.

وقال الناشط الحقوقي والمحامي محمد الهواري لـ«الإمارات اليوم» إن ظاهرة «أخذ الحق باليد» هي نتيجة طبيعية لعدم وصول إلى نتائج حاسمة في مسلسل خطف الأطفال، وعلينا أن نضع في الاعتبار أن «أخذ الحق باليد» هو الوجه الآخر لسلوك الرضوخ للمختطفين والتفاوض معهم بطرق مباشرة وغير مباشرة ودفع الفدية لهم خوفاً من قتل الأبناء، وتفضيل ذلك على الثقة بالجهات الرسمية للتعامل مع المشكلة.

وتابع أن هناك أسباباً كثيرة للاختطاف، أبرزها الحصول على فدية، خصوصاً من الأسر المعروفة بثرائها، يليها دخول عصابات الأعضاء البشرية على الخط أخيراً.

وأكد الهواري أن «مواجهة السلطات لفكرة العقاب باليد صحية تماماً، وإلا تحول المجتمع إلى غابة وفوضى، ولكن يجب أن تكون هناك توعية للحدود الفاصلة بين السلوك السلبي تجاه المجرمين والسلوك الإيجابي الذي يحفز على التصدي للمجرمين، لكن دون الاجتراء على حقوق السلطات العامة، منوهاً إلى أنه «في الريف ومناطق الصعيد، حيث يبعد تأثير السلطة المركزية، تتشكل أحياناً عقيدة لدى الأهالي بتولي كامل مجريات عملية المواجهة مع الإجرام والمجرمين».

وقال مؤسس صفحة «أطفال مفقودة» على «فيس بوك»، رامي الجبالي، في مقابلة مع برنامج «ست الحسن» على قناة «أون» إن صفحته كانت سبباً في عودة أكثر من 420 طفلاً مختطفاً منذ تأسيسها قبل عامين، وقد تبين له أن عائلات تؤجر أطفالها للمتسولين بسعر يصل إلى 100 أو 200 جنيه في اليوم الواحد.

كانت ظاهرة «أخذ الحق باليد» قد تراجعت نسبياً بعد أن انتشرت في القرى عقب أحداث ثورة 25 يناير، خصوصاً في محافظة الشرقية، حيث أعدم أهالٍ، ست مرات، متهمين في جرائم، كان أبرزها قيام شباب في قرية بندف التابعة لمركز منيا القمح بإعدام أربعة بلطجية ومثلوا بهم وجروهم في الشوارع، بعد ربطهم لفترة بعمود إنارة، بعد اتهامهم بسرقة سيارة.

يذكر أن صفحات التواصل الاجتماعي في مصر قد شهدت نشاطاً محموماً لمواجهة خطف الأطفال، حيث بلغ عدد المشاركين على صفحة «أطفال مفقودة» 740 شخصاً، من بينهم محامون وأطباء معروفون، حيث تقوم الصفحة برفع صور الأطفال المفقودين بعد التأكد من شخصياتهم، وبلغ عدد المشاركين في صفحة «حملة مقاومة خطف الأطفال» 50 ألف شخص، كما بلغ عدد أفراد أسرة «كلنا أسرة الطفل المختطف مؤمن» 70 ألف شخص، والتي سميت كذلك على اسم طفل مختطف، ثم تطورت لتصبح منصة للإعلان عن كل الأطفال المختطفين، وتميزت بعد ذلك بجولاتها في جميع محافظات مصر.

تويتر