يقدّمون أعمالاً مشتركة عن جميع جوانب الحياة في القطاع

«يوتيوبرز غزة».. 80 شاباً يسعون لتغيير صورة مدينتهم النمطية

صورة

داخل مكتب صغير متخصص بالتسويق الشبكي، ولدت فكرة شبابية لكسر صورة غزة النمطية، وإيصال صوت سكانها المحاصرين إلى العالم، ولم تمر سوى ثمانية أيام حتى أصبح الحلم حقيقة، ليعلن عن انطلاق أول تجمع شبابي إلكتروني يحمل اسم «يوتيوبرز غزة».

تبث القناة حلقات يومية تتناول موضوعات مختلفة عن قطاع غزة، كنمط الحياة والأماكن التراثيّة فيها، وكذلك العادات والتقاليد، وأجواء المناسبات والأعياد.

الشاب محمد أبوكميل (26 عاماً)، المختص في التسويق الإلكتروني، هو صاحب فكرة إنشاء أكبر عمل مشترك لأصحاب قنوات «يوتيوب» في القطاع، فقد عقد اللقاء التأسيسي للفريق الشبابي في 30 مايو الماضي، لينطلق بعدها مباشرة بإعداد وصناعة الفيديوهات المتنوعة، حول القضايا المختلفة للسكان، وإظهار الجوانب الأخرى للحياة البائسة في غزة.

ويشارك في تجمع «يوتيوبرز غزة» 80 شاباً، ما بين مصورين ومتخصصي مونتاج ومقدمين ومعدي برامج، وأصحاب قنوات «يوتيوب»، فجميعهم يشتركون لعرض نتاج أعمالهم عبر موقع القناة، والصفحة الخاصة عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حيث تبث حلقات يومية تتناول موضوعات مختلفة عن قطاع غزة، كنمط الحياة والأماكن التراثيّة فيها، وكذلك العادات والتقاليد، وأجواء المناسبات والأعياد.

ويقول صاحب فكرة «يوتيوبرز غزة»، محمد أبوكميل، لـ«الإمارات اليوم» معلقاً: «يمتلك عدد من الشباب في غزة قنوات يوتيوب تعرض من خلالها أعمال متنوّعة، لكنها غير منتشرة، وليس لها أي تأثير، وأغلبها لا يتجاوز عدد متابعيها الـ100 متابع، لذلك قررنا القيام بهذه المبادرة، لتكون نافذة للأعمال المعروضة عبر موقع يوتيوب».

ويضيف: «نتبع استراتيجية التسويق من خلال محركات البحث SEO+SEM، حيث نعمل من خلال ذلك، على تحسين محتوياتنا في محركات البحث لتتصدر الصفحات الأولى، بالإضافة إلى استخدامنا للمؤثرين على مواقع التواصل، للمشاركة في ترويج محتوياتنا».

وتنقسم أعمال مبادرة «يوتيوبرز غزة»، بحسب أبوكميل، إلى ثلاث منصّات: الأولى يوتيوب الشارع، حيث يسلط الضوء من خلالها على الحياة في غزة، وإبراز الجانب المشرق، وكذلك الأماكن الجميلة والتاريخية فيها، أما الثانية فتحمل عنوان «صفر على اليمين»، والتي تبرز إبداعات ذوي الاعاقة، وإظهار قدرتهم في التغلب على إعاقاتهم.

فيما تختص المنصة الثالثة، التي تحمل اسم «مكوك»، في التعريف بالمبادرات الشبابية في غزة، وقدرة الشباب على التغيير، والكشف عن إبداعاتهم رغم أزمات الحصار والبطالة.

ويلفت أبوكميل إلى أن فريقه يسعى لإنشاء نسخة باللغة الإنجليزية لقناة «يوتيوبرز غزة»، وترجمة كل الأعمال التي ينتجها الأعضاء، لتصل إلى أكبر عدد من المشاهدين في العالم.

ويضيف مؤسس «يوتيوبرز غزة» قائلاً: «نسعى إلى تمثيل أهل غزة عبر موقع (يوتيوب)، وإظهار صورة مدينتهم المشرقة إلى العالم، بعيداً عن الصورة النمطية لمشاهد الدمار والحصار، والأوضاع المأساوية، وكذلك الكشف عن طاقات شباب غزة وإبداعهم في شتى المجالات». ويوضح أن أحد عوامل نجاح تجمع «يوتيوبرز غزة» وأهمها، العمل ضمن روح الفريق الواحد، حيث يتم التنسيق بين جميع الأعضاء قبل الإعداد والنشر، من أجل إنتاج أفضل الأعمال التي تنال إعجاب الجميع، وتحظى بمشاهدات عالية.

ويشير أبوكميل إلى أن فريقه لم يتلقَّ أي دعم مادي رسمي، حيث يعتمدون على التمويل الذاتي، ويعملون كمتطوعين دون مقابل، معتمدين على معداتهم الشخصية في التصوير والمونتاج.

من بين أعضاء الفريق الطفلة دارين أحمد (14 عاماً)، وهي صاحبة «قناة دارين تيوب» التي تعرض فيها فيديوهات هادفة تجمع ما بين التعلم والطرافة، حيث دمجتها ضمن قنوات فريق «يوتيوبرز»، لإنتاج أكبر قدر من الأعمال المشتركة.

من جهته، يقول عبدالسلام الهندي (24 عاماً)، أحد أعضاء المبادرة الشبابية: «إن مصطلح (يوتيوبرز) يطلق على كلّ شخص يمتلك قناة عبر موقع (يوتيوب)، لذلك أطلقنا هذا الاسم على مبادرتنا لتعريف المجتمع بـ(يوتيوب)».

تويتر