أصبحت ظاهرة سياسية

مرشـحون ورؤساء وسيدات أُول يسرقون من خطابات نظرائهم

صورة

اتهمت أوساط سياسية عدة مرشحة اليمين المتطرف الفرنسية، ماري لوبان، بأنها سرقت 90% من خطاب أدلى به المرشح الرئاسي، الذي لم يحالفه الحظ، فرانسوا فيون، كلمة بكلمة وجملة بجملة، ووراء ذلك جاءت الاتهامات بسرقة الخطاب، الاثنين الماضي، عندما أوردت وسائل الإعلام الفرنسية أن مقاطع عدة من خطاب لوبان في إحدى المحطات الانتخابية، يشابه إلى حد كبير خطاباً كان قد ألقاه فيون في 15 أبريل، قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

وسائل الإعلام الفرنسية تقول إن مقاطع عدة من خطاب لوبان في إحدى المحطات الانتخابية، يشابه إلى حد كبير خطاباً كان قد ألقاه فيون في 15 أبريل الماضي، قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

ليست هذه المرة الأولى التي يتهم فيها سياسيون بسرقة أحاديث نظرائهم، فخلال الترشيحات للانتخابات الأولية عام 2008 بالحزب الديمقراطي، استخدم المرشح آنذاك باراك أوباما، نصاً من خطاب لحاكم ولاية ماساتشوستس، ديفال باتريك. واتهمته منافسته آنذاك هيلاري كلينتون، بالسرقة الأدبية، لكن أوباما لم يكن عدوانياً، كما هي الحال مع ترامب، واعترف بحقيقة سرقته. وقال إنه كان ينبغي أن يشير إلى باتريك، لكن السبب هو عدم إدراكه أن ما فعله سيكون سرقة. ولاحظ أوباما أيضاً استخدام كلينتون عباراته، لكنه لم يفتعل أي مشكلة معها.

قبل سنوات عدة، في عام 1987، اتهم عضو مجلس الشيوخ في ولاية ديلاوير، جو بايدن، الذي أصبح نائباً للرئيس في ما بعد، بنسخ جزء من خطاب زعيم حزب العمال البريطاني نيل كينوك، واعترف بايدن بأنه استخدم تعبيرات نيل كينوك مرات عدة، مع إسناد صحيح لهذا السياسي، لكنه لم يستشهد بالكلام في نقاش رئاسي ديمقراطي.

كما اتهمت أوساط عدة السيدة الأميركية الأولى، ميلانيا ترامب، بسرقة مقاطع من خطابها، الذي قدمته أمام المؤتمر الوطني الجمهوري في يوليو 2016، من خطبة قدمتها السيدة الأميركية الأولى السابقة، ميشال أوباما، في معرض حديث لها عن الإقلاع عن التدخين، وقدمت كاتبة خطابات السيدة ترامب استقالتها في ما بعد، قائلة إنها شعرت بهذا الخطأ «الفظيع».

وتحدث رئيس غانا، نانا أكوفو-أدو، أمام مواطنيه في خطابه الافتتاحي في يناير 2017، مردداً ليس فقط عبارات الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، بل خلفه جورج دبليو بوش أيضاً.

في عام 2003 أدلى زعيم المعارضة الكندي آنذاك ستيفن هاربر، بعبارات مشابهة جداً لعبارات رئيس الوزراء الأسترالي في ذلك الوقت، جون هوارد، في خطاب له حول الحرب على العراق. واستقال كاتب الخطاب في عام 2008.

وكان فيون قد خاطب سكان مدينة صغيرة في وسط فرنسا، مشيراً إلى أرض فرنسا وحدودها البحرية قائلاً: هذه القطعة من الأرض سداسية الشكل شبه مثالية، دقيقة التوازن، تنفتح على ثلاث سواحل بحرية: القناة الإنجليزية وبحر الشمال، المفتوحة على العالم الأنجلو ساكسوني وعلى الساحل الأطلسي، الذي منحنا قروناً عدة البحار المفتوحة، وسهل لنا مغامراتنا، وساحل البحر الأبيض المتوسط، موطن بعض أقدم وأغنى الحضارات الإنسانية.

وتحدثت لوبان، الاثنين الماضي، مشيرة إلى السواحل البحرية الفرنسية نفسها والقناة الإنجليزية وبحر الشمال وساحل الأطلسي، وساحل البحر الأبيض المتوسط، الذي هو موطن لبعض أقدم وأغنى الحضارات الإنسانية.

ولم يعلق أي من ماكرون أو فيون مباشرة على هذه السرقة الأدبية، بيد أن موقع تغريدات تلفزيون ريدكيول، الموالي لفيون، نشر مقطع فيديو يعكس في آن واحد ما يقوله كل من المرشحين حرفاً بحرف وكلمة بكلمة، وفعلت الشيء نفسه الكثير من المنظمات الإعلامية الفرنسية. وفي ما بعد اعترفت لوبان بالسرقة الأدبية قائلة انها تتحمل المسؤولية كاملة عن ذلك، ولم ترَ في ذلك غضاضة طالما أنها تشارك المرشح السابق، فيون الرؤية نفسها بشأن فرنسا، كما ادعت.

تويتر