«ماء وملح والتحلاية كرامة» شعارهم للتضامن مع الأسرى

أطفال غزة يخوضون «تحدي الماء والملح».. والمطاعم تقدمه بديلاً عن الطعام

صورة

في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، يظهر حجم التضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية، فقد أقيمت خيام التضامن التي تتوافد إليها فئات المواطنين من مناطق القطاع كافة.

واستقطبت حالة التضامن، التي تتسع مع ازدياد عدد أيام الإضراب عن الطعام، الأطفال وأصحاب المطاعم والفنادق السياحية، الذين خاضوا أيضاً تحدي الماء والملح، تضامناً منهم مع الأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية خلف القضبان.

داخل خيم الاعتصام المنصوبة على مساحات واسعة في ساحة السرايا، يوجد الأطفال من كل الفئات العمرية، لخوض تحدي «الماء والملح»، وكان هو طعامهم وشرابهم خلال فترة تضامنهم مع الأسرى.

«ماء وملح»، هذا ما احتوته قوائم الطعام لدى عدد كبير من المطاعم في غزة، التي قررت خوض تحدي الملح والماء، للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في «معركة الكرامة»، التي بدأها الأسرى في 16 أبريل الماضي، تعبيراً عن الثوابت الوطنية، ومساندة الأسرى للحصول على مطالبهم الشرعية. وابتداء من الثلاثاء الماضي، أغلقت المطاعم أبوابها يومياً عن العمل على مدار سبع ساعات، إذ اعتذرت خلالها عن عدم إعداد الطعام، واكتفت بتقديم الماء والملح فقط مجاناً لمن يتردد عليها، تعبيراً على تضامنها المطلق مع الأسرى، الذين يعتمدون فقط على المياه والملح في معركتهم المفتوحة لنيل حقوقهم. وشارك نحو 50 مطعماً في فعالية «ماء وملح والتحلاية كرامة»، التي أعلنتها الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق والخدمات السياحية في غزة.

رفع معنويات الأسرى

منير أبوحصيرة، صاحب مطعم ومسمكة في حي الميناء غرب مدينة غزة، أغلق مطعمه أمام حركة البيع من الساعة التاسعة صباحاً حتى الرابعة عصراً، وألصق على بابه ملصقاً كتب عليه «نعتذر عن عدم تقديم الطعام تضامناً مع معركة الأمعاء الخاوية»، فيما شارك برفقة العاملين لديه في خيمة الاعتصام تعبيراً عن وقوفهم بجانب الأسرى.

ويقول منير لـ«الإمارات اليوم»، بينما كان يرتدي قميصاً أسود كتب عليه «ماء وملح والتحلاية كرامة»: إن أسرانا البواسل يواصلون إضرابهم المفتوح عن الطعام منذ منتصف الشهر الماضي، ولا يتناولون سوى الماء والملح، لنيل حقوقهم التي يحرمون منها، ومن منطلق الإنسانية، أردنا مساندتهم والوقوف بجانبهم خلال الإضراب داخل المطعم والمنشآت السياحية، وتقديم (الماء والملح) بدلاً من الطعام للزبائن». ويضيف: «أردنا من خلال فعالية (ماء وملح والتحلاية كرامة) التضامن مع الأسرى في السجون الإسرائيلية، الذين يخوضون معركة الكرامة لنيل حريتهم، فنحن وكل المطاعم ندعم الأسرى في السجون، ولن نتوقف عن إضرابنا حتى ينال الأسرى مطالبهم العادلة».

من جهته، يقول المدير التنفيذي لمطعم الطابون محمد شعبان، «إن مشاركتنا في هذه الفعالية أقل ما يمكن أن نقدمه لأسرانا، لمساندتهم في معركة الكرامة، فعندما أعلنت الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق والخدمات السياحية، فعالية الإضراب والتضامن مع الأسرى، لم نتوان لحظة عن المشاركة وتقديم الدعم المعنوي لهم، ليعلموا أننا بجانبهم، ولن نتركهم وحيدين».

أطفال يقلبون التحدي

داخل خيم الاعتصام المنصوبة على مساحات واسعة في ساحة السرايا يوجد أطفال من الفئات العمرية كافة، حيث قبلوا تحدي «الماء والملح»، وكان هو طعامهم وشرابهم خلال فترة تضامنهم مع الأسرى.

الطفلة مي الكباريتي، (11 عاماً)، ارتدت فستاناً تراثياً مزيناً بالتطريز الفلسطيني التراثي، واتجهت هي وأبناء عمها وزملاؤها في المدرسة إلى ساحة السرايا، وحملت لافتة كتب عليها «ماء وملح والتحلاية كرامة». وشربت ماء مخلوطاً بالملح تضامناً مع الأسرى المضربين.

وتقول الطفلة الكباريتي لـ«الإمارات اليوم» بلغة الكبار، «أشاهد عبر وسائل الإعلام معاناة الأسرى وإضرابهم عن الطعام، وشاهدت عدداً من الأسرى المضربين وهم داخل المستشفيات وحالتهم صعبة، بينما نحن نتمتع بالحرية، ونأكل ما نشاء وقتما نشاء».

وتضيف: «كما ضحى الأسرى وقدموا حريتهم مقابل الدفاع عن وطننا، اليوم جئنا إلى خيام الاعتصام في ساحة السرايا، لنرد لهم جزءاً من حقهم علينا».

أما الطفلة إسراء كنعان، وهي مبعدة من الضفة الغربية إلى غزة برفقة والدها الأسير المحرر فهمي كنعان، فقد طالبت من خلال وجودها في خيام التضامن، أطفال العالم بالتضامن والتفاعل مع الأسرى، حتى ينالوا حريتهم من سجون الاحتلال.

وتقول الطفلة كنعان منفعلة، إن «عنوان كرامتنا وحريتنا هم الأسرى، ولكن الكل يتخلى عنهم، ولا يلتفت إلى معاناتهم، التي أعلمها جيداً من خلال ما تعرض له أبي خلف القضبان، لذلك أردت أنا كطفلة قبول (تحدي الماء والملح)، ليعلم الأسرى أن أطفال غزة والضفة معهم لحظة بلحظة، وسنبقى نشرب الماء والملح حتى ينالوا حقوقهم».

تويتر