يتيح الحوار بين مختلف الأعراق

«مطعم الصراع» يحاول التقريب بين قلوب الشعوب من خلال الطعام

صورة

الطريق لقلب الرجل يمرّ من خلال بطنه، كما يقول المثل المأثور، ولهذا السبب يحاول أحد المطاعم في بيتسبرغ الأميركية تطبيق هذا المثل، لكن للوصول إلى قلوب وعقول مواطني الدول التي بينها وبين الولايات المتحدة الكثير من العداء.

ولعل الطعام يقرب الشقة بين الشعوب، فمن خلال تقديمه لطبق الخوريشت الإيراني، والإمباناداس الكوبي، وانتهاءً بالبقلاوة الفلسطينية، يحاول هذا المطعم ممارسة دبلوماسية الطعام في السياسة.

هذا المطعم أسسه كل من دون والسكي وجون روبين، وأطلقا عليه اسم «مطعم الصراع»، في خطوة متفاعلة مع مشروع غذائي آخر في المدينة، هو «وافل شوب»، أو «محل وافل»، وهو عبارة عن مقهى يتفاعل فيه المتعاملون من مختلف الأعراق مع بعضهم بعضاً، في برنامج حواري حي. وبدأ هذا المطعم البحث عن طرق أخرى لإثراء حوار ثقافي سياسي بين سكان بيتسبرغ، الذين تعود أصولهم إلى دول أخرى، وذلك من خلال الغذاء.

• خلط الطعام مع السياسة ثبت أنه أمر مثير للجدل، حيث تلقت النسخة الفلسطينية من المطعم، في عام 2014، الكثير من ردود الفعل العنيفة، ما أدى إلى إغلاق المطعم لفترة وجيزة بعد التهديد بالقتل.

وهكذا ظهر «مطعم الصراع» مشروعاً غير ربحي، ليصبّ في مصلحة التقارب بين الحكومات والشعوب، واستطاع أن يكتسب مكانة مرموقة بمرور الزمن، حيث زاد زبائن المطعم أربعة أضعاف منذ أن انتقل إلى موقعه الجديد. وتأسس المطعم في 2010 في مسعى لترسيخ فهم أفضل لتلك البلدان والشعوب وثقافتهم من خلال أطباقهم.

ويقول روبين إن «الفكرة تتمثل في إشراك الجمهور في حوار ثقافي وسياسي يومي، لا يمارسه كثير من الأميركيين لأنه ينطوي على الاعتراف بإنسانية الأشخاص الذين يعيشون في دول بينها وبين حكومتنا عداء مستحكم».

ويحدد المطعم موضوعات الصراع لتشمل الصراع السياسي والاقتصادي والبيئي والثقافي، ويحاول أيضاً أن يختار البلدان التي لديها وجهة نظر في الطهي أو الثقافة، لكنها غير ممثلة تمثيلاً كاملاً في مدينة بيتسبرغ. وبعد أن يحدد المطعم زاوية للنقاش، يقدم دعوة لأعضاء مجتمع الشتات المحلي للاشتراك في النقاش. وكلما كان ذلك ممكناً يسافر طاقم المطعم إلى البلدان التي لها علاقة بالنقاش للوقوف على تجربة الطهي، والتحدث إلى الطهاة المحليين وأعضاء المجتمع، ويقول المؤسسان إنهما سافرا على مر السنين إلى كوبا وفلسطين وإيران.

ويعتقد القائمون على المطعم أن طريقة تناول الطعام أمر تشترك فيه جميع الثقافات، وأنه يمكن أن يساعد على كسر الحواجز التي تعترض فهم الشخص الآخر.

وتقول دون «نحن نهتم بكل ما يصنعه الناس في منازلهم خلال ممارستهم حياتهم اليومية، ونعمل على أخذ تلك الوصفات وتكييفها على مطعمنا، حيث يعمل طاقمنا على إعداد الطبق طِبقاً للأصل، مع الاعتراف بأن الوصفة هي بطبيعتها مترجمة عن الأصل».

ويعمل المطعم على إتاحة فرصة للمحادثة خلال الغداء بين أفراد المجتمع المحلي الذي يتكون من الدول ذات العلاقة، وأي شخص آخر يريد أن يتحدث اليهم، إلا أن خلط الطعام مع السياسة ثبت أنه أمر مثير للجدل، حيث تلقت النسخة الفلسطينية من المطعم، في عام 2014، الكثير من ردود الفعل العنيفة، ما أدى إلى إغلاق المطعم لفترة وجيزة بعد التهديد بالقتل.

تويتر