قبضة «داعش» ضعفت مع تراجع نفوذه

الأطفال عادوا إلى مدارسهم في شرق الموصل. أرشيفية

كانت الموصل أكبر معركة بالنسبة للقوات العراقية ضد تنظيم «داعش»، ولكن القيادات المتغيرة التي حاربت التنظيم أجمعت كلها على أن «داعش» كان أكثر قوة في السابق، ففي مدينتي الرمادي والفلوجة كانت قبضته أكثر قوة وتماسكاً على المدينتين، ولكن في الموصل تمكن السكان المحليون بسهولة من الهرب من سطوة مسلّحيه.

وفي الجزء الشرقي من المدينة، باتت الأسواق مزدحمة من جديد كما عاد الأطفال إلى مدارسهم، وباشرت الفتيات في تلقي التعليم للمرة الأولى منذ نحو ثلاث سنوات، عندما سيطر «داعش» على المدينة، وحاول فرض وجوده في كل مكان فيها، خصوصاً في المساجد والأسواق.

وتعتبر الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق، كما أنها تتميز بتراث عالمي متنوع جداً، إلا أن الإسلاميين يتمتعون بالنفوذ هنا حتى قبل مجيء تنظيم «داعش» بسنوات عدة، لا بل إن مجيء التنظيم إلى المدينة انعكس سلباً عليهم، ناهيك عن الاخرين من السكان المدنيين في المدينة. وقال لي أحد سكان الموصل، إنه نتيجة إهمال الحكومة في بغداد لمدينتهم أصبحت هناك قطيعة مع بغداد، وأنهم لم يقدموا الدعم لـ«داعش»، كما يشاع في بعض الأحيان.

ويعتقد أن زعيم تنظيم «داعش»، أبوبكر البغدادي، فر من المدينة حالياً، بحسب القيادات الأميركية والعراقية، التي أكدت أنه يختبئ الآن في مكان ما في الصحراء. وتحاول الميليشيات الشيعية وقوات الجيش العراقي سد المنافذ التي يمكن أن يهرب منها البغدادي نحو الغرب باتجاه سورية، ولكن قادة عراقيين وأميركيين يعترفون بأن مدينة بحجم الموصل سيكون من المستحيل إغلاق جميع المنافذ والطرق التي يمكن أن يهرب منها. وهم يقولون إن اعتقال البغدادي ليس في سلّم أولوياتهم. وهناك من يقول إن موت هذا الرجل أو حتى خسارته للموصل لن يؤدي إلى نهاية تنظيمه، ولكن بالنسبة للعراقيين فإنهم على الأقل تمكنوا من الخلاص منه.

تويتر