خيبة أمل

تظاهرة ضد المهاجرين في جنوب إفريقيا. أرشيفية

المرحلة النهائية في رحلة المدرس الصومالي (محمد)، كانت العودة إلى موزمبيق، والمشي عبر الغابات إلى داخل زيمبابوي في الليل، تتلوها رحلة طويلة بالشاحنة حتى حدود جنوب إفريقيا. وقال (محمد): «واصلنا المشي في جنوب إفريقيا وعثرت علينا الشرطة، وقلنا لهم إننا لاجئون، وكنا بحالة يرثى لها وبعضنا ينزف، ولا نملك الطعام ولا الماء لفترة طويلة، وكانوا لطفاء معنا».

لكن الترحيب والمعاملة الطيبة تغيرا، إذ كانت هناك حركات وأعمال عنف ضد الأجانب في جنوب إفريقيا، آخرها وقع في يناير 2015. وقتل نحو 60 مهاجراً في سلسلة هجمات عام 2008. وأصبحت البقاليات الصغيرة التي يملكها المهاجرون الجدد أهدافاً للغاضبين من اللاجئين.

ونتيجة ذلك تبدد حماس (محمد) للوصول إلى جنوب إفريقيا. وفي العام الماضي أقدمت إحدى العصابات على حرق ونهب بقالة، كان قد أسسها مع صديقه، بمدخرات تمكنا من جمعها بجهد كبير خلال شهور عدة، منذ وصولهما إلى هذه الدولة. ويحمل معصمه ندبات في المكان الذي قام المهاجمون بتعذيبه فيه، حيث قاموا بحرقه على الموقد، وأصيب (محمد) بالكآبة وغيرها من أعراض اضطرابات ما بعد الصدمة.

وقال (محمد) «لقد أحرقوني، وتقريباً كادوا يقتلونني في أسوأ الأوقات التي مررت بها خلال الرحلة، وبعد الكثير من التعب والتضحيات، خسرت كل شيء، ولم أعد أملك أي شيء، ومن الصعب جداً أن أنهض من جديد» ومن ضمن أصدقائه الأربعة المقربين الذين سافر معهم من الصومال، قتل ثلاثة بسبب أعمال عنف منذ وصولهم إلى جنوب إفريقيا.

وأجج هذه الهجمات النقص المزمن في فرص العمل، والإسكان والخدمات، لكن أعمال العنف يحرض عليها القادة السياسيون، حسب ما قالت مصادر من جامعة ويتواترساند في جوهانسبورغ.

تويتر