عصابات الـ «ياكوزا» تتمتع ببعض الغطاء القانوني

ظهرت عصابات الـ«ياكوزا» من مجموعات البائعين والمقامرين لتشكل عصابات اجرامية خلال الفترة بين 1603 و1868. وتغلغلت هذه المجموعات في عمق الاقتصاد الياباني خلال فترة التحديث التي شهدها اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، وشكلت هذه المجموعات قوة كبيرة في السوق السوداء خلال هذه الفترة، حيث بلغت ذروة قوتها في ستينات القرن الماضي بعدد من الاعضاء يقدر بـ 184 ألف شخص، كان لديهم صلات قوية مع السياسيين المحافظين، وكان يستخدمهم الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في ذلك الوقت، وذلك من أجل تشتيت النقابات وتفريق التظاهرات اليسارية، وربما لم تتلاشَ هذه العلاقات تماماً.

وقد يفسر هذا التاريخ جزئياً لماذا هذه العصابات تتمتع بمسحة قانونية. ولكن تحت الضغوط التي مارستها أميركا على اليابان لكبح جماح الجريمة المالية، لجمت الحكومة اليابانية نشاط هذه العصابات. وصدرت قوانين بتجريم «ياكوزا» قبل خمس سنوات فقط، وصدرت الأوامر للشركات بعدم التعامل معها في مجال الأعمال التجارية. كما أن المحال التجارية من البنوك وحتى الشركات الكبيرة ملزمة الآن بالتأكد من أن عملاءها ليس لديهم أي علاقات مع الجريمة المنظمة. وهناك عصابات محددة لا يمكنها فتح حسابات مصرفية، ومع ذلك، لا توجد خطط واضحة لتجريم العصابات نفسها. ويقول المستشار الأمني والمالي الذي درس عصابات الياكوزا، هيروكي ألن، إن الشرطة نفسها تعتقد بأن مثل هذه الممارسات الحكومية ضد العصابات من شأنها أن تدفع الجريمة تحت الأرض، ويقول ايضاً إن هذه العصابات على الأقل في الوقت الراهن تخضع للقانون وتقع تحت نظره، ويقول إن رجال العصابات يذهبون بأنفسهم إلى مراكز الشرطة للتبليغ عن رجالهم، وإن أي عضو إذا فعل أمراً سيئاً يمكن استدعاء رئيسه ومساءلة العصابة بأكملها.

تويتر