لوّح بتقديم استقالته مرات عدة

سفير بريطاني يعتقد أن زملاءه أقل منه شأناً

إيفان روجرز (يمين) مع رئيس الوزراء الأسبق ديفيد كاميرون. أ.ف.ب

يشعر بعض المسؤولين بأن زملاءهم ليسوا أكفاء، بل أقل منهم خبرة وكفاءة. ومن بين هؤلاء السفير البريطاني لدى الاتحاد الأوروبي، إيفان روجرز، الذي كان قد هدد بالاستقالة مرات عدة خلال النقاشات التي أجرتها حكومة رئيس الوزراء السابق، ديفيد كاميرون، بخصوص الخروج أو البقاء في الاتحاد. ولايزال روجرز يثير غضب وامتعاض بعض المسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية، وحكومة رئيسة الوزراء الحالية تيريزا ماي، إذ نقل عن المقربين من السفير أنه يرى زملاءه من الدبلوماسيين والسياسيين «أقل منه شأناً»، خصوصاً في ما يتعلق بالخبرة والرصيد المعرفي.

وقبل أيام قدّم روجرز استقالته بشكل مفاجئ قبل أقل من ثلاثة أشهر من بدء ماي المفاوضات الرسمية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد. وقد أبلغ سفير المملكة لدى بروكسل الموظفين بأنه سيستقيل من منصبه مبكراً، لكنه لم يفسر أسباب استقالته. ويقول أحد مساعديه إنه لا يكاد يتذكر عدد المرات التي هدد فيها روجرز بالاستقالة.

ويبدو أن المسؤولين في لندن غير مهتمين باستقالة روجرز الأخيرة، ولم يحاول أحدهم إقناعه بالعدول عن رأيه، والبقاء إلى حين انتهاء المفاوضات كونه سفيراً في الاتحاد. على العكس من ذلك، يبدو أن رئيسة الحكومة ووزير المفاوضات، ديفيد ديفيس، قد شعرا بالارتياح عند سماع خبر الاستقالة، وفقاً لدبلوماسيين في لندن.

بعد أشهر من المشاحنات والخلافات، ناهيك عن رسائل البريد الإلكتروني القاسية، كان الجميع متعباً بسبب سلوك روجرز، وهو مؤيد قوي وعنيد لعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. المفاجأة الوحيدة هي أن الأمر استغرق وقتاً طويلاً لروجرز كي يوافق على الرحيل. ويقول مصدر رفيع، فضّل عدم الكشف عن اسمه «لقد ترأس المفاوضات قبل الاستفتاء، وكانت فشلاً ذريعاً، لذلك كان من المستغرب أنه لم يترك خلال ولاية كاميرون». مضيفاً «أنه رجل متذمر لم يتمكن من تقبل حقيقة أن الشعب البريطاني صوت لمصلحة الخروج من الاتحاد». وعوضاً عن أن ينضم إلى جهود الخروج ظل روجرز يماطل، وفقاً للمصدر ذاته، متهماً رئيسة الوزراء بقصر النظر، وعدم فهمها للتحديات الماثلة.

تويتر