«خلود» تغادر خيمتها

مرة أخرى قرر الصحافي جايلز ديولي معرفة التطورات التي طرأت على العائلات التي كان على اتصال بها، ولكن ذلك كان صعباً جداً. ويعلق على ذلك قائلاً: «خلال اليوم الأخير لي في لبنان وصلتني مكالمة تلفونية من عائلة اللاجئة السورية (خلود)، فقد كانت قد علمت بوجودي في لبنان وتريد رؤيتي، وعندما سألتهم عن مكان إقامتهم أبلغوني أنها الخيمة ذاتها التي يعيشون بها منذ عامين، وعندها شعرت وكأن أحدهم لكمني في معدتي، فكيف تبقى هذه العائلة على هذه الحال، وفيها شخص يعاني شللاً في جميع أنحاء الجسم».

ومن بين جميع العائلات التي زارها ديولي منذ عام 2014، كان وضع (خلود) الذي لم يطرأ عليه أي تغيير نحو الأفضل، أكثر ما يشغله، فقرر تمديد زيارته لرؤيتهم.

وعلى الرغم من أن (خلود) لم تغادر سريرها منذ عامين محدقة في السقف، إلا أنها ظلت متفائلة وتضحك وتبتسم، وزوجها (جمال) لايزال يعتني بها ويكن لها الحب ذاته، الذي أظهره لها عندما التقيا أول مرة. وكان الأطفال ينجزون واجباتهم المدرسية على السرير مع أمهم، وهم يأكلون معاً كعائلة، ومما أثار دهشتي أن الخيمة كانت مكاناً يعج بالإيجابية والضحك واللطف.

وخلال الأيام التي تلت، حاولت نشر قصة هذه العائلة عن طريق الصور مرة ثانية، وفي اليوم الأخير لزيارتي تلك أعطيتهم الصورة التي التقطتها قبل عامين، مع وعد هذه المرة بأني متأكد بأن العالم عرف قصتهم.

وفي أغسطس 2016 كنت في سان فرانسيسكو أتحدث في محاضرة عن جمع الأموال للاجئين، وعن الأزمة التي يعيشونها في لبنان. وبعد المحاضرة اتصل بي مدير منظمة «جيشويز» الخيرية، فيليب شنايدر، الذي يشارك في إدارة منظمة أخرى تدعى «راندوم أكت» التي أسسها الممثل الأميركي ميشا كولينز.

وكانت الاستراتيجية الأساسية لعمل المنظمتين، هي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لجمع المساعدات للأفراد والمجتمعات.

وبعد مشاهدته الصور وسماعه قصة (آية وخلود)، قرر شنايدر استخدام المنظمتين لجمع المساعدات بأقصى سرعة ممكنة. وهذا ما حدث فعلاً، فخلال شهر تم جمع نحو 200 ألف دولار. وقررت منظمة «راندوم أكت» نقل عائلة (خلود) وعائلات أخرى في لبنان إلى شقق جيدة ومنحهم المعالجة الطبية، وضمان ذهاب أطفالهم إلى المدارس حتى يصلوا الى سن 18 عاماً.

كانت الاستراتيجية الأساسية لعمل منظمتَي «جيشويز» و«راندوم أكت» الخيريتين، هي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لجمع المساعدات للأفراد والمجتمعات.