«آية» تهاجر إلى فرنسا

جايلز ديولي في لبنان يطمئن على اللاجئين السوريين. من المصدر

خلال صيف عام 2016 تقريباً تلقيت (الحديث للكاتب) مزيداً من الأخبار الجيدة، اذ وافق برنامج وكالة اللاجئين الدولية على نقل عائلة (آية) إلى دولة أخرى، حيث ستبدأ حياة جديدة في فرنسا. وكانت (سيهان)، والدة (آية)، تشعر بالارتباك وهي تفكر في ما ستحمله معها في تلك الرحلة، اذ ليس مسموحاً لهم سوى حمل حقيبة واحدة لكل شخص، فعمدت الأم إلى ملء حقيبتها بالبطانيات، لأنه قيل لها أن تلك البلاد باردة، وأخذت معها زعتراً مجففاً وقهوة عربية.

ولم يكن احد من أفراد العائلة قد ركب الطائرة من قبل، ولذلك شعروا بالخوف عندما اصبحوا على متنها باستثناء (آية) التي قيل لي إنها ربطت حزام الأمان، وقالت: «هيا بنا».

وبعد مرور بضعة أيام زرتهم في منزلهم الجديد في مدينة «لافال»، التي تبعد عن باريس مسافة ساعة بالسيارة. وكانت شقتهم في مجمع سكني جديد، يتميز بالهدوء ويضم حديقة، حيث يستطيع الأطفال اللعب بها. وقامت «منظمة راندوم أكت» بتقديم كرسي متحرك متطور جداً لـ(آية)، وللمرة الاولى في حياتها تمكنت من تحقيق حلمها في الذهاب إلى المدرسة.

وبينما كنت أتناول العشاء مع العائلة، أدركت أنه على الرغم من أني أعرفهم منذ نحو عامين، إلا أنها كانت المرة الأولى التي أشاهد فيها والدَي (آية) يضحكان. وبدا لي وكأن عبئاً كبيراً انزاح عن كاهلهما. وبينما كنت أغادر المنزل أخبرتني (سيهان) والدموع بعينيها، عن الليلة الأولى لهما في المنزل الجديد، اذ إن (آية) غالباً ما كانت تغالب النوم، ولكن ليس في تلك الليلة عندما حملتها أمها إلى سريرها، وكانت تستطيع أن تهمس لها قائلة: «لقد أصبح منزلنا الآن».

تويتر