خصومه اعتبروا ذلك تضارباً صارخاً للمصالح

بوريس جونسون يروّج لكتابه خلال رحلاته الرسمية في الخارج

صورة

دعا حزب العمال في بريطانيا لإجراء تحقيق في سلوك السياسي المثير للجدل، بوريس جونسون، بعد أن حضر مناسبة خاصة، استغلها للترويج لكتابه عن شخصية ونستون تشرشل، وذلك خلال جولة دبلوماسية رسمية إلى صربيا. واشتكى نواب من سلوك جونسون الذي يشغل حالياً منصب وزير الخارجية، واعتبروه إخلالاً بوظيفته ممثلاً للمملكة المتحدة في الخارج.

وقام جونسون خلال حفل غير رسمي، في صربيا، بمناقشة شخصية تشرشل وسيرة حياته وتأثيره في الحرب العالمية الثانية، وبعدها وقع على عدد من النسخ لكتابه «عامل تشرشل»، في مكتبة معروفة في العاصمة بلغراد، وتم ذلك خلال زيارة دبلوماسية لهذا البلد، الشهر الماضي.

وقال نواب في البرلمان البريطاني إن جونسون استغل زيارته الرسمية لأغراض شخصية، وأن ذلك يعتبر تضارباً صارخاً بين المصالح الشخصية والمهنية. وقد نشر إعلان للكتاب على صفحات جريدة صربية يومية، يتضمن صورة لوزير الخارجية البريطاني الحالي.

ووفقاً لأخلاقيات العمل، يتعين على الوزراء في الحكومة التأكد من أن أعمالهم الشخصية لا تتعارض مع وظائفهم. وفي المقابل، نفى مكتب جونسون بشدة، أن يكون توقيع نسخ من الكتاب في بلغراد تم لأغراض ترويجية، وأن المسؤول البريطاني لم يكن يهدف لإطلاق حملة ترويجية دولية، في حين قال المتحدث باسم وزير الخارجية، إن جونسون ذهب إلى المكتبة للتحدث عن حرية الصحافة.

ووفقاً للمصدر ذاته، فقد وجهت الدعوة إلى المسؤول لإلقاء كلمة في أقدم مكتبة في بلغراد. وقد اختار مسؤولو المكتبة أن يرحبوا بضيفهم من خلال عرض نسخ من كتاب «عامل تشرشل»، في حين تقدم عدد من الحضور وطلبوا من جونسون التوقيع عليها.

وفي سياق متصل، نقلت مصادر صحافية صوراً للوزير البريطاني وهو يوقع نسخة من الكتاب خلال مناسبة خاصة في لاهور، وذلك خلال جولة دبلوماسية في باكستان، خلال نوفمبر الماضي.

من جهته، انتقد وزير التجارة في حكومة الظل، كلايف لويس، سلوك جونسون قائلاً، «مرة أخرى فإن تصرفه يثير التساؤلات حول قدرته على تمثيل المملكة المتحدة على الصعيد الدولي، ناهيك عن إدارة وزارة الخارجية».

يذكر أن وزير الخارجية أهدى نسخة من «عامل تشرشل» إلى وزير الخارجية النيوزيلندي موراي ماكولي، بعد لقاءات رسمية. إلا أن مقربين من جونسون قالوا إن الأخير يهدي كتابه للشخصيات الأجنبية عندما يغلب الاعتقاد بأن انطباعهم سيكون إيجابياً.

ورد متحدث باسم جونسون على انتقادات الخصوم السياسيين قائلاً، «المناسبة كانت في مكتبة مغلقة، وتم التركيز على حرية الصحافة،» مضيفاً، «ربما كان من الأولى أن يقدم نواب حزب العمال سياسات جيدة لمصلحة البلاد عوضاً عن إضاعة وقت الناس بهذه الترهات».

وحاول جونسون في كتابه استكشاف العديد من الجوانب المميزة لشخصية تشرشل، التي جعلت منه الرجل الذي قاد بريطانيا إلى النصر في أحلك ساعات الحرب، ويرى الوزير الكاتب أن تشرشل هو «أعظم شخصية في التاريخ»، حيث أسهم إسهاماً رئيساً في تغيير خريطة العالم الحديثة، لاسيما إنشاء أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية، وكسب معركة الحرب الباردة مع روسيا.

تويتر