هند عاكف تطالب بحماية أخت «السندريلا» بعد شهادتها في كتابها الموثّق

شقيقة سعاد حسني تدعو إلى التحقيق مجدداً في «فرضية اغتيالها»

صورة

عادت فرضية «اغتيال»الفنانة الراحلة سعاد حسني، إلى المشهد مجدداً، بعد أن أطلقت شقيقتها «جنجاه» كتاباً في مطلع الأسبوع الجاري، بعنوان «سعاد ــ أسرار الجريمة الخفية»، كشفت فيه الغطاء عن معلومات جديدة بشأن أيام السندريلا الأخيرة، في حضور نخبة واسعة من المشاهير والمثقفين والفنانين المصريين، من بينهم الفنانة هند عاكف، وميرنا وليد، والناقدة ماجدة موريس، والإعلامي وائل الابراشي، واعتبرت جنجاه أن مأساة شقيقتها كانت مركبة، حيث تعرضت لإهمال طبي، وتشويه إعلامي، واغتيال معنوي، واغتيال حقيقي، وأشارت جنجاه إلى أنها لم توجه الاتهام في كتابها إلى أي مؤسسة بعينها بشأن مقتل سعاد حسني، لكنها تكشف ملابسات مهمة تخص الفترة الأخيرة في حياتها، وشددت على أن السندريلا تعرضت للقتل من قبل ثلاثة أشخاص في لندن، كما هددت ــ أي سعاد حسني ــ بأشياء مؤذية إذا كتبت مذكراتها، وقالت جنجاه إنها ستعقد مؤتمراً صحافياً في 26 يناير المقبل ــ ذكرى عيد ميلاد سعاد ــ تكشف فيه المزيد من الحقائق عن اغتيال سعاد حسني، بعد أن يكون الكتاب قد وصل إلى دائرة واسعة من الرأي العام.

تناول الكتاب، الذي يضم أكثر من 600 صفحة عبر تسعة أبواب، وحصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، تفاصيل أزمة سعاد حسني الكاملة قبيل رحيلها، حيث غطى الباب الأول أوضاع مرضها وسفرها وعلاجها في مصر وبريطانيا حتى وفاتها، وتعرض الثاني لموقف الإعلام، وما تعرض له الجثمان والغسل، وتعرض الثالث للإساءات والاغتيابات، وتعرض الرابع والخامس لمحاولة جنجاه إعادة فتح الملف قضائيا، فيما تعرض السادس والسابع إلى ما سمته جنجاه «مخطط قتل السندريلا».

واشتبك الكتاب مع طائفة واسعة من السياسيين والإعلاميين في مصر، مشيراً إلى روايات جديدة إلى دورهم في الحدث، حسب رؤية جنجاه. كما كشف الكتاب عما اعتبره أسراراً جديدة مثل محاولة أجهزة في الستينات إبعاد سعاد حسني عن عبدالحليم حافظ، حيث ارتبطت معه بقصة حب انتهت بالزواج، وذلك بسبب صداقة الأخير للمشير عبدالحكيم عامر، ولما لم تفلح محاولات التفريق بينهما، حاولت تلك الأجهزة أن تزرع الشك في قلب عبدالحليم حافظ تجاه سعاد حسني، وتزعزع ثقته بمدى إخلاص السندريلا، مستغلة غيرته الشديدة، ما دفعه إلى مراقبتها طوال الوقت وأفسد حياتهما. كما فنّدت جنجاه ما نسب إلى سعاد حسني من شائعات أثناء محاولة تجنيد «مراكز القوى» لها في الستينات، مؤكدة أنها تعرضت لضغوط من أجل التجسس على الصحافي المعروف مصطفى أمين، لكنها رفضت.

وتطرق الكتاب إلى ما اعتبره بداية التواطؤ على حياة سعاد حسني، عندما صدر القرار رقم (837) بعلاجها على نفقة الدولة المصرية، من قبل رئيس الوزراء آنذاك د.كمال الجنزوري، بكلفة بلغت 25 ألف جنيه إسترليني.

ثم أوقف العمل بالقرار بعد حجب المكتب الطبي التقارير الخاصة بها، لكن الجنزوري تدخل مرة ثانية، ثم انتهى الأمر بامتناع المكتب الطبي عن صرف الدفعات المستحقة لعلاجها، ليتم في النهاية إيقاف القرار في عهد رئيس الحكومة المصرية د.عاطف عبيد.

كما تطرق الكتاب للحملة الإعلامية ضد السندريلا، بحسب رأي جنجاه، وقالت «كاد الجنون يصيبنا أنا وإخوتي، وكدنا نفقد توازننا من الإعلام، فمرة تقول وسائل الإعلام إنها انتحرت، وأخرى تقول إنها قتلت وألقي بجثتها، وثالثة تقول إنها عانت اختلال التوازن، ومن ثم السقوط من الشرفة»، وهاجمت جنجاه كتابات إعلاميين عدة حول وفاة شقيقتها، من بينهم أكرم السعدني ومديحة عزت، كما هاجمت موقف نقابة الفنانين، والممثلين يوسف شعبان وحسين فهمي، لخذلناهم السندريلا.

وقالت جنجاه، في حفل إطلاق الكتاب، إن مخطط قتل سعاد حسني بدأ قبل رحيلها بستة أشهر، حين زادت الشائعات عن سندريلا الشاشة العربية في الفترة التي مكثتها بلندن، أي الأربع سنوات الأخيرة من حياتها منذ منتصف 1997 إلى تاريخ وفاتها في 21 ــ 6 ــ 2001. إذ تم الإعلان قبل اغتيالها في الستة أشهر أكثر من أربع أو خمس مرات، ولكن آخر شائعة كانت واسعة الصدى، لأنها أذيعت عبر إحدى الإذاعات العربية.

وقالت جنجاه انها «سعيدة بإطلاق الكتاب الذي استغرق إعداده 15 سنة من البحث حول كيفية قتل شقيقتي». وتابعت «كان إحساسي منذ اللحظة الأولى انها قتلت ولم تمت، وكانت نقطة التحول بالنسبة لي عام 2010 حين ظهرت لي أشياء لم تكن موجودة في بداية البحث من حيث الشهود والمستندات، وقد رفضت أن يساعدني أي باحث او صحافي، لانه كانت هناك أسرار لا ينبغي أن يطلع عليها أحد».

وكشفت جنجاه انه بعد وفاة سعاد حسني، وصلت حاجياتها من لندن «فوجدنا خمس حقائب من الحقائب السبع فارغة تماماً، ما يدل على أن هناك أيادي خفية تلعب».

من جهتها، قالت الفنانة هند عاكف، التي حضرت حفل اطلاق الكتاب لـ«الإمارات اليوم» «انه من حق الرأي العام أن يعرف الحقيقة مهما طال زمن حجبها، وان يعرف من القاتل، اذا ثبت قتلها، وأنا لا اعرف هل يجوز فتح التحقيق في القضية أم لا، لأن تفاصيل ذلك قانونية، لكني أطالب بألا تترك ولو خطوة واحدة ممكنة، لأخذ حق السندريلا، ما كان ذلك ممكناً قانوناً».

تويتر