عزيمة على الاستمرار

انخرطت الناشطة آلاء بستنة في الثورة منذ البداية. أرشيفية

تتذكر الناشطة الأميركية من أصول سورية، آلاء بستنة، أنه ذات يوم في أواسط 2012، علمت من أحد المتابعين لها على «فيس بوك»، أن إحدى القرى القريبة من دمشق ستتعرض للقصف؛ فاتصلت مباشرة بنشطاء في الثورة تعرفهم يعيشون في المنطقة المستهدفة من قبل النظام، وحذرتهم من قصف وشيك. وتقول الناشطة: «تعيّن حينها إخلاء القرية بأكملها، لأننا كنا نعلم أنها ستسحق ببراميل المتفجرات»، وتقول آلاء إنها ساعدت أحد النشطاء لمغادرة سورية هرباً من انتقام قوات النظام.

وتؤكد الناشطة أن الكثير من أصدقائها المقربين لقوا حتفهم في الصراع الدموي، وبات الوضع خطيراً للغاية بالنسبة لمن ينشط لصالح الثورة في الداخل.

وجذبت آلاء انتباه المشرعين في الكونغرس الأميركي، وفي نوفمبر، التقت بأعضاء في الهيئة التشريعية بالعاصمة واشنطن، بما في ذلك النائب عن ولاية إيلينوي، مايك كويغلي، الذي صرح لاحقاً، أن «ما قامت به آلاء يبين لنا أن مواقع التواصل الاجتماعي، ليست وسيلة إضافية للتواصل مع الأهل والأصدقاء، لكنها فضاء للتأثير في ما يحدث في أماكن مثل سورية».

وانتبهت الحكومة السورية والمنظمات المتطرفة في البلاد إلى تأثير أشخاص مثل آلاء، وفي اغسطس 2011، قالت الناشطة إنها تلقت أول تهديد بالقتل على «فيس بوك» من أحد عناصر الأسد. كانت الرسالة موجهة إلى «فتاة شيكاغو»، محذرة إياها بأنها ستكون «عبرة» للآخرين، في حال لم تتوقف عما تقوم به.

وعندما زارت شمال سورية لتقديم الانسولين ومعدات طبية أخرى، في 2012، علمت أن المسلحين المتشددين وزّعوا اسمها على نقاط التفتيش التابعة لهم، وهددوا بأنهم سيعدمونها إذا أمسكوا بها.

وعلى الرغم من التهديدات، لا تخطط الناشطة للتوقف أو التقليل من نشاطها. وترى ان ذلك سيكون بمثابة خيانة لأصدقائها الذين قتلوا في الحرب وأطفالهم الذين نجوا، وفقاً لتعبيرها، «أريد حقاً أن أعمل من أجل ضمان مجتمع حر وديمقراطي لهؤلاء الأطفال عندما يكبرون». مضيفة «ينبغي أن يكون لهؤلاء الأطفال الامتيازات التي لدينا هنا في شيكاغو وفي الولايات المتحدة».

تويتر