ضمت جدرانها فصولاً مهمة من تاريخ مصر

الكنيسة البطرسية جسّدت تحفة معمارية ورمزاً تاريخياً

صورة

سلّط الحادث الإرهابي، الذي تعرضت له الكنيسة البطرسية في مصر الأحد الماضي، وقتل فيه 23 شخصاً، وأصيب 49 معظمهم من الأطفال والنساء، الأضواء على الكنيسة وتاريخها، حيث كشفت الواقعة أن الحادث، إضافة إلى ما تسبب فيه من خسائر بشرية ومادية ونفسية ومعنوية وروحية، تسبب أيضاً في تدمير معلم تاريخي مهم، حيث سجلت على جدرانها وداخل أبهائها فصولاً مهمة في تاريخ مصر، الأبرز فيها تاريخ العائلة البطرسية.

سميت الكنيسة البطرسية على اسم رمزين روحيين في المسيحية، هما «بطرس» و«بولس»، وتقع الكنيسة في شارع رمسيس بالعباسية، ثم تولت عائلة «بطرس غالي باشا» بناءها فوق ضريحه عام 1911 على نفقتها الخاصة، تخليداً لذكراه، حيث يوجد أسفل الكنيسة المدفن الخاص بالعائلة.

بُنيت الكنيسة على الطراز «البازيليكى»، ويبلغ طولها 28 متراً وعرضها 17 متراً، ويتوسطها صحن تفصله عن الممرات الجانبية أعمدة رخامية، وتولى تصميم المباني والزخارف مهندس السرايات الخديوية وقتها، أنطون لاشك بك، كما تعلو الأعمدة صور رسمها الفنان الإيطالي، بريمو بابتشيرولى، الذي أمضى خمس سنوات في تزيين الكنيسة، كما تضم مجموعة لوحات الفسيفساء التي قام بصناعتها الكافاليري انجيلو جيانيزى من فينسيا مث، وعلى يمين المنبر في صحن الكنيسة الأوسط يوجد سلم ينتهي بباب يوصل إلى ضريح بطرس غالي باشا، وبداخله تابوت من الجرانيت يحوي جثمانه، وعلى الواجهتين الجنوبية والشمالية من التابوت كتبت آخر الكلمات التي تفوه بها قبل وفاته باللغتين العربية والفرنسية، وهي «يعلم الله أنني لم أعمل عملاً يضر بمصلحة بلادي»، وعلى اليسار قبر ابنه نجيب غالي، المغطى بكتلة من الرخام المنقوش، وعلى يمين المدخل رسمت الصور التي تمثل الموضوعات الآتية: القديس متى، البشارة، الميلاد، الهروب إلى مصر، معجزة الخبز والسمك، الدخول إلى أورشليم، القديس لوقا. ويقابلها من الشرق إلى الغرب الصور الآتية: القديس مرقس- العشاء الرباني، الصلبوت، القيامة، الصعود، حلول الروح القدس على الرسل.

تويتر