بعيداً عن الأضواء

يشعر من يدخل مدينة الأثرياء بأنه انتقل إلى عالم آخر تحيط به الفخامة والقصور.أرشيفية

داخل غابة كثيفة في إحدى ضواحي العاصمة الروسية موسكو، حيث يمكن للأثرياء بناء قصور من الرخام والمعادن النفيسة بعيداً عن الأضواء، تمكنت محطة تلفزيون بريطانية من الوصول إلى المدينة السرية، والدخول إلى أحد القصور أو ما يسميه أثرياء الروس «الأكواخ». ويحيط بالمدينة سور عال، يتجاوز ارتفاعه ستة أمتار، ثبتت عليه كاميرات مراقبة.

ويشعر من يدخل مدينة الأثرياء بأنه انتقل إلى عالم آخر، مثل الانتقال من مكان عادي إلى حي بيفرلي هيلز الخاص بمشاهير السينما في هوليوود. وتبلغ مساحة «الكوخ» الذي زارته المحطة التلفزيونية، 3000 متر مربع، أي ما يكفي لبناء مسبح داخلي ودار سينما وحلبة تزلج على الجليد، وغيرها من وسائل الترفيه. وقد كلف بناؤه، وفقاً لساكنيه، نحو 20 مليون دولار. ويملك الثري صاحب الكوخ منازل عدة في كل من روسيا وفرنسا وإيطاليا.

وعلى بعد مئات الأمتار فقط من القصر الخيالي أو «الكوخ»، تقول سيدة روسية، تبلغ من العمر 75 عاماً، وتعيش على راتب تقاعدي لا يتجاوز 60 دولاراً، إن هؤلاء الأثرياء بعيدون عن الواقع الذي يعيشه أغلب المواطنين الروس. وتصف السيدة، التي تعيش في بيت يتألف من غرفة واحدة، الأغنياء الذين يعيشون خلف السور العالي بأنهم «لصوص، وكل ثروتهم عبارة عن سرقة لأموال الشعب». ويؤيد هذا الرأي أغلب الروس الذين يقولون إنه قبل 50 سنة كان كل شيء ملكاً للدولة، أما الآن فربع الاقتصاد في روسيا يملكه 36 من الأثرياء الروس.

وقبل 15 عاماً لم يكن هناك أي ملياردير في روسيا، لكن خلال مدة قصيرة أصبح لدى روسيا هذا العدد الكبير منهم، ويتساءل العديد من الروس عن سر جمع هؤلاء لهذه الثروات الكبيرة خلال فترة قصيرة. وقد يكون هذا هو الدافع لحرص هؤلاء الأثرياء على إخفاء هوياتهم، وطريقة عيشهم بعيداً عن الأضواء.

 

تويتر