جمع بين الفن والسياسة

رئيس وزراء ألبانيا يحوّل مدينته إلى لوحة جذابة مزدانة بالرسوم

صورة

يمكننا القول إن هناك الكثير من القصور الرئاسية التي تتنافس في ما بينها في الزخرفة، مثل قصر الإليزيه، والكرملين الذي يشبه القلعة، وقاعة الشعب الكبرى في العاصمة الصينية بكين. لكن لا يوجد أحد من الزعماء يزدان مكتبه برسومه الخاصة الرائعة مثل رئيس الوزراء الألباني، إيدي راما، الذي تغطي جدران مكتبه، في العاصمة تيرانا، مئات من الرسوم الملونة، واللوحات التجريدية التي رسمها بإحكام، وأجاد في توظيف الألوان لتعكس عالماً يموج بالسحر والبهجة. ولعل الزوار لمكتبه لا يعرفون أن ورق الحائط من تصميم رئيس الوزراء نفسه. ويتحدث راما إلى الصحافيين قائلاً «إذا لم يجعل الفن السياسة أكثر عقلاً فإن السياسة، بكل جنونها يمكنها أن تجعل الفن أحياناً في أفضل حال».

• راما ليس سياسياً بميول فنية، لكنه فنان حقيقي في السلطة، كان أستاذاً سابقاً للفنون ولم تكن لديه النية لدخول معترك الحياة السياسية، وعندما فعل ذلك لم يتخلَّ عن حياته الفنية أبداً.

راما ليس سياسياً بميول فنية، لكنه فنان حقيقي في السلطة، كان أستاذاً سابقاً للفنون ولم تكن لديه النية لدخول معترك الحياة السياسية، وعندما فعل ذلك لم يتخلَّ عن حياته الفنية أبداً. وفي خضم المناقشات حول انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي، ووسط المشاجرات التي تنشأ أحياناً بين ألبانيا وجيرانها في منطقة البلقان، يستعد راما لإقامة أول معرض له في الولايات المتحدة بمدينة نيويورك. ويعد هذا أول معرض في العالم يقيمه رئيس لايزال على رأس السلطة. حتى الرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش، الذي بدأ الرسم بعد انتهاء فترة رئاسته، لم يتمكن من عرض أعماله الفنية خارج مكتبته الخاصة.

أمضى راما في السابق 11 عاماً رئيساً لبلدية تيرانا، وهي واحدة من أفقر عواصم أوروبا، ومع عدم توافر المال لإصلاح البنية التحتية المتهدمة في المدينة، استطاع أن يطلي مبانيها بالألوان الجريئة، واستخدم اللونين الأزرق والأبيض ليحول الأبراج والساحات الخضراء لواجهات مرجانية ملونة. ويحس المتجولون في أرجاء المدينة بأن هناك طاقة تولدت من هذه الأعمال الفنية لا توجد في أي مكان آخر بالبلقان.

ووفرت الرسومات التي ازدانت بها هذه المدينة نوعاً من الدعاية لهذا البلد، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى الفيديو الذي سجله الفنان البارز في ألبانيا، أنري سالا، الذي تتلمذ على يد راما في تسعينات القرن الماضي، وكان يرافق راما ليلاً خلال جولاته في المدينة ويحولها بالأصباغ إلى أرض أحلام.

ويقول عن ذلك «كان لهذه الأعمال الفنية في المدينة سلسلة من التأثيرات لم أكن أتصورها، فبمجرد أن شاهد السكان الألوان الجذابة التي طليت بها الجدران والرسوم الجميلة بدأوا يتخلصون من الحواجز الثقيلة التي كانوا ينشئونها حول متاجرهم، وفي الطرق المزدانة بالرسوم استطعنا أن نجبي الضرائب 100٪ من الناس، في حين كان تحصيل الضرائب عادة 4٪ قبل ذلك. ويأتي قبول الناس دفع حصتهم من الضرائب للمدينة بعد إدراكهم أن المدينة صارت موجودة بالفعل من خلال الألوان والدعاية التي خلقتها لها».

تويتر