سياسيون يعبّرون عن هزيمتهم بأساليب متعدّدة

يتساءل كثيرون عن الحالة التي تعتري السياسيين بعد تعرّضهم للهزائم، أو فقدانهم مناصبهم، أو تعرّض أحزابهم للهزيمة في الانتخابات العامة. وكشف حوار مع 30 برلمانياً وسياسيين آخرين أن أي سياسي في هذا الوضع يشعر «بالصدمة والألم، والانهيار والذنب والخيانة والشعور بالفشل والخجل». البعض رأى رئيس الوزراء البريطاني السابق، جون ميجر، في صبيحة اليوم التالي لهزيمته من قبل توني بلير، الذي اصبح في ما بعد رئيساً للوزراء عام 1997، رآه وهو يشاهد مباراة في الكريكت، ويتذكر أحد اللاعبين انه كان لاعباً للكريكت منذ طفولته، ويقول هذا اللاعب إن ميجور تحدث معنا بودّ شديد، وكان يبدو عليه الانكسار والهزيمة، لكنه بدا عليه الارتياح عندما زار المكان وتحدّث اليهم. ويقول أحد البرلمانيين تعرّض للهزيمة «تحطم داخلي الى أجزاء صغيرة، لقد أثر الفشل في كل ذرة من عاطفتي، ولكن الأصعب هو الرجوع للحالة الطبيعية والتصالح مع الحقيقة».

اعترى رئيس الوزراء السابق، ديفيد كاميرون، الشعور نفسه بعد تقديم استقالته من منصبه اثر تصويت أغلبية الشعب البريطاني لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، والقى خطاباً عاطفياً في ظاهره، وأطلق بعض النكات في البرلمان.

أما وزير المالية السابق، جورج أوزبورن، فقد استخدم وسيلة اخرى للتنفيس عن شعوره بالهزيمة، بعد أن أبعدته عن الحكومة خسارة معسكر المناصرين للبقاء داخل الاتحاد الاوروبي، حيث صوّرته صحيفة الديلي ميرور وهو يصوّب بندقية آلية الى شيء ما أمامه، وكشفت انه سافر الى فيتنام، وذهب إلى احدى القواعد العسكرية في هوشي منه كان يستخدمها ثوار الفايتكونغ، ليطلق النار من تلك البندقية، ربما تنفيساً عن نفسه. ويبدو أن أوزبورن قطع مسافة طويلة للتنفيس عن نفسه، بعد أن كان ثاني أقوى سياسي في بريطانيا، لكنه فقد كل ذلك بعد ان انحاز للطرف الخاسر في الاستفتاء على بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويقول بعض الظرفاء إن أوزبورن يبدو وكأنه يصوّب في اتجاه رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ووزير خارجيتها، بوريس جونسون.

ويعتقد مايكل بورتيلو، الذي بدّد بلير آماله السياسية بعد فوزه الساحق برئاسة الوزراء، أن الفشل هو بالضبط عبارة عن دواء مر للغاية، ويقول عن نفسه أصبح اسمي الآن مرادفاً لشخص يأكل من وعاء قاذورات أمام مرآى الجميع.