سوق الفسطاط ترعى مبادرة خاصة لتطوير المواهب

أطفال مصريون يصنعون «إكسسوارات رمضان» بأنفسهم على طريقة الأجداد

صورة

يتّسم شهر رمضان الكريم، العام الجاري، في مصر، بتسيّد الطابع المحلي للاحتفالات، حيث أصبح شعار «الخيامية» يسود مظاهر الزينة كافة، وجاءت في هذا السياق مبادرة «نصنع زينتنا بأنفسنا» التي استهدفت صنع الأطفال زينة الشهر الكريم بدلاً من استيرادها بالعملة الصعبة من الخارج.

في هذا السياق، رعت «سوق الفسطاط» بالقاهرة القديمة تجربة جديدة، يقوم فيها الأطفال بصنع زينة رمضان كاملة من مواد حولهم في الواقع المحلي، كما كان يفعل أجدادهم، حيث كان القاهريون يصنعون الفانوس والألعاب الرمضانية بأنفسهم، خصوصاً في الأحياء الشعبية.

ويحمل التقليد استعادة لتاريخ القاهرة الإسلامي والشعبي الرمضاني، كما يعطي فرصة لمواهب الأطفال في الرسم والتلوين والصنع والتركيب، لكي تجد فرصتها، ويوفر عملة صعبة وسط ظروف مصر الاقتصادية الصعبة الراهنة.

وتتخذ المبادرة شكل إقامة ورشة حرة مجانية للأطفال، في «سوق الفسطاط»، وتوفير كل المواد المطلوبة لهم في رسم وصنع الزينة التي يحبونها، حسب سن وموهبة كل طفل.

وتشمل الزينة صنع الفوانيس والزينات التي يتم تعليقها في الشوارع، وفوق الأبنية، وصنع زينات من الخشب المفرغ، وحياكة أشياء مختلفة من الخيامية، ومنها الأطقم الكاملة والمفارش، وحتى المناديل والمخدات.

وتعتبر سوق الفسطاط المقامة في منطقة تاريخية، تضم جامع عمرو بن العاص، المسجد الأقدم في مصر، والكنيسة المعلقة، حيث حصن بابليون الذي دخل منه الفتح الإسلامي للبلاد، المكان الأهم للصناعات المحلية المصرية، حيث أقيم فيها منذ 15 عاماً مجمع الحرف التقليدية والتراثية، التي تصنع في ورشة منتجات الخزف والفخار والصناعات التراثية واليدوية، خصوصاً تلك الآخذة في الاندثار، والتي توزع على الزمالك، وشرم الشيخ، والغردقة، والأقصر وأسوان، كما يشهد المكان دائماً احتفالات ثقافية وفنية محلية وعالمية.

وقال الفنان والرسام بمجلة «صباح الخير»، عصام طه، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الأحياء الشعبية القاهرية خصوصاً، والمصرية عموماً، تفعل هذا بشكل عفوي كل عام، حيث يمر الأطفال على الشقق والبيوت ويجمعون الأموال ويشترون المواد الخام، ويصنعون الفوانيس والزينات، ويعلقونها على العمارات ومداخل الحارات والقرى، وهو الذي يميز رمضان الكريم في الأوساط الشعبية عن الراقية، لكن جديد المبادرة، هذا العام، شيئان، أنها تنظم تحت إطار هيئة مشرفة، وأنها تركز على فكرة استخدام مواد محلية بدلاً من مواد يتم استيرادها من الخارج.

وتابع طه أنه يعتقد أن بالامكان تطوير المبادرة بحيث يحضر فنانون ونقاد لهذه الورش، بهدف توجيه الأطفال ونقل الخبرات إليهم بطريقة بسيطة وغير جافة، بما يساعد على تطورهم ومنتجاتهم.

ونوّه الى أن هذه الورش يمكنها أن تفاجئنا بتشكيلات غير متوقعة، وابداعات غير عادية للاطفال، كما أن بصمة التجريب والبساطة يمكن أن تضفي عليها لمسات جميلة تجعل قبولها لدى الناس أكثر من المنتجات التقليدية.

تويتر