على الرغم من عائدهم السنوي الضخم

الرؤساء الفرنسيون السابقون يكلفون دافعي الضرائب ثروة طائلة

صورة

ينفق دافعو الضرائب الفرنسيون ثروة كبيرة تقدر بستة ملايين يورو في العام على ثلاثة رؤساء فرنسيين سابقين، تشمل كل شيء بدءاً من العناية بمكاتبهم وعمليات تنظيفها، ووقود سياراتهم وسائقيهم، وفقاً لحسابات كشف عنها لأول مرة موقع «ميديا بارت». وظلت الحكومة الفرنسية لفترة طويلة تبقي طي الكتمان التفاصيل الدقيقة لما يحصل عليه الرؤساء، ورؤساء الوزراء السابقون، من الحكومة.

إلا أن موقع «ميديا بارت»، وهو موقع استقصائي يتمتع بالثقة، نشر هذا الأسبوع، وثائق تتضمن تفاصيل عن حسابات المدفوعات السنوية لهؤلاء الرؤساء السابقين، وتعتبر هذه الأرقام عالية بشكل لافت للنظر.

وبناء على تلك البيانات تكلف نفقات الرئيس السابق، جاك شيراك 1.5 مليون يورو في السنة، بينما تصل كلفة نفقات نيكولاي ساركوزي 2.2 مليون يورو، إلا أن الأكثر كلفة بينهم هو الرئيس السابق، فاليري جيسكار ديستان، الذي يحصل على 2.5 مليون يورو في العام من دافعي الضرائب.

ويعتقد الفرنسيون أن بعض النفقات تثير الدهشة والريبة في آن واحد، فعلى سبيل المثال، نجد أن جيسكار، البالغ من العمر 90 عاماً، والذي يوصف بأب المعاهدة الدستورية الأوروبية، والذي ظل في السلطة من 1974 حتى 1981، ظل يحتفظ بمكتبه في شارع سان جيرمان على الضفة اليسرى من باريس بكلفة قدرها 276.683 ألف يورو سنوياً على كاهل دافع الضرائب ولفترة طويلة، إلا أن دافعي الضرائب لايزالون يتحملون دفع 5000 يورو سنوياً لشراء وقود سياراته، و10.571 يورو لاشتراكات الصحف.

أما شيراك (83 عاماً)، الذي ظل في الإليزيه من 1995 إلى 2007 ورئيساً للوزراء لمرتين خلال السبعينات والثمانينات، فيتلقى مجموعة من المدفوعات لتغطية نفقات التنظيف الجاف، ومكافأة موظفيه، وعلى الرغم من أنه يعاني الخرف، فإنه طالب باستعادة 20 ألف يورو كان قد أنفقها على الاتصالات، و200 ألف يورو لإيجار مكتبه، أنفقهما من ماله الخاص.

الرئيس الأخير المتلقي لهذه الأموال هو ساركوزي (61 عاماً)، الذي ظل رئيساً للبلاد من 2007 إلى 2012. ويتساءل موقع ميديا بارت عن مبررات حيازة ساركوزي 26 خطاً هاتفياً، وتسلمه ما يصل إلى 7000 يورو نفقات لسيارته، و400 ألف يورو مرتبات لموظفيه، بوصفه يشغل حالياً منصب زعيم المعارضة، ويسعى لإعادة انتخابه في عام 2017. وينفق دافعو الضرائب أيضاً 226.290 ألف يورو سنوياً على إيجار مكاتبه في شارع دي ميروميسنيل.

رؤساء الوزراء السابقون يتلقون أيضاً أموالاً من دافعي الضرائب، منهم آلان جوبيه، الذي حصل على أعلى رقم من النفقات وصل عام 2014 وحده إلى 102.171 يورو. ويأتي من خلفه دومينيك دو فيلبان، الذي تقاضى 96 ألف يورو العام الماضي، من بينها 40 ألف يورو رواتب لسائقه، على الرغم من أنه حصل على مردود يصل إلى 1.8 مليون يورو عام 2015 كمحام دولي.

في عام 2014، كشفت صحيفة «التلغراف» أن الحكومة الاشتراكية التي تعاني ضائقة مالية، وافقت على عودة دو فيلبان ليوم واحد للخدمة الدبلوماسية، بعد غياب دام 20 عاماً، ليمكنه الحصول على راتب تقاعدي يصل إلى 100 ألف يورو في العام.

وتقول «ميديا بارت» إن الرئيس الفرنسي الحالي، فرانسوا هولاند، أمر أخيراً بكتابة تقرير عن مدفوعات كبار السياسيين السابقين، إلا أن توصيات هذا التقرير لاتزال في الوقت الراهن «قابعة في أحد الأدراج في قصر الإليزيه». ووفقاً للموقع، فإن واضعي التقرير يوصون بتقليل المدفوعات على مر الزمن، إذا بدأ المتلقون يمارسون أنشطة مهنية أخرى.

تويتر