مع ظهور الزعيم النازي

«عودة هتلر» تربك المتجمهرين في بوابة براندبيرغ

صورة

ظهر الزعيم النازي، أدولف هتلر، فجأة عند بوابة براندبيرغ في ألمانيا، فارتبك الحاضرون، فخاف بعضهم، وتفاجأ آخرون، لكنهم في النهاية تحلقوا حوله، والتقطوا صور «سيلفي» معه، واكتشف هتلر أنه مرحب به بدءاً من الشباب الالماني الى السياح اليابانيين الذين تبسموا لوجوده، ولم يمنعهم حرسه الشخصي من الالتصاق به وتقبيله على خده، ووضع أيديهم على كتفه خلال التقاط صور «السيلفي».

لم ينهض هتلر بالطبع من رقدته الأبدية، وإنما من ظهر في تلك اللحظة هو الممثل السينمائي، أوليفر ماسوتشي، أحدث ممثل يؤدي دور هتلر على الشاشة الكبيرة في فيلم يستقي أحداثه من قصة هزلية صاغها الكاتب، تيمور فيرمس، عام 2012 تحت عنوان «أنظروا من عاد إلى الحياة». ويقول ماسوتشي «تحلّق الناس حولي، وقالت لي إحداهن إنها تحبني، وطلبت مني أن احتضنها، وبدأ آخر يضربني، وارتحت لذلك، وذكرت امرأة سوداء بأنني أخفتها»، وكان ماسوتشي يروي تلك اللحظات التي عاشها عندما كان يصور إحدى لقطات الفيلم خريف العام الماضي.

 ويمثل إطلاق فيلم «أنظروا من عاد الى الحياة»، اليوم عبر ألمانيا، تحولاً كبيراً في مفهوم أفلام في هذا السياق، بدءاً من فيلم شارلي شابلن عام 1940 «الديكتاتور العظيم»، إلى الفيلم الألماني عام 2004 «السقوط»، ويتمثل هذا التحول في أن هذا الفيلم، قبل إخراجه، درس ردود فعل الشعب الالماني في الوقت الراهن حيال هتلر ليضمّنها في ما بعد في لقطاته المختلفة.

ويتخيل سيناريو فيلم «أنظروا من عاد إلى الحياة» أنه بعد مرور 70 عاماً على وفاته ينهض هتلر من رقدته في المكان نفسه الذي مات فيه من قبل ليجد نفسه في ألمانيا مختلفة، يسودها السلام والاستقرار، ترأسها المستشارة أنغيلا ميركل، ويعيش فيها شعب متعدد الثقافات لم يستطع هتلر أن يتعرف إليه.

ويقول مخرج الفيلم، ديفيد فنيدت: «تتمثل فكرتنا في معرفة رد فعل المشاهد الحالي حيال هتلر وأفكاره، وما اذا كان لهتلر فرصة لكي يحيا بيننا اليوم»، وتوصل المخرج الى نتيجة هي أنه «للأسف توجد فرصة لهتلر». ويمضي المخرج قائلاً إن الفكرة الاساسية للفيلم هي إضحاك المشاهد، «ولكنه من نوع الضحك الذي يغص بحلقك ويجعلك تخجل من نفسك». ويقول فنيدت إنه سافر عبر ألمانيا مصطحباً معه ماسوتشي، المتقمص لشخصية هتلر، وكشف كيف أن بعض أفراد الشعب الألماني عبروا عن عدم قبولهم للأجانب.

ويتم إطلاق هذا الفيلم في الوقت الذي يتصاعد فيه جدل في ألمانيا حول استقبال الأعداد الكبيرة من اللاجئين، وما اذا كان هؤلاء اللاجئون يمثلون فرصة لألمانيا أم تهديداً لها. ويتضمن الفيلم لقطات لمحتجين يحملون لافتات مناهضة للأجانب، اضافة إلى لقطات اخبارية تعكس هجوماً لمتطرفين ألمان على باحثين عن ملجأ.

ويعتقد بعض النقاد أن الصورة الكالحة التي يعكسها الفيلم عن المجتمع الألماني، وتعامله مع الاجانب، يكذبها الواقع الحالي من حفاوة استقبال للاجئين في ألمانيا.

تويتر