برودي: العدل مهم في الحياة

برودي نذر نفسه لإحقاق الحق للضحايا. أ.ف.ب

ترعرع المحامي ريد برودي في حي فقير للسود في بروكلين بمدينة نيويورك، وكان والده يهودياً هنغارياً من الذين نجوا من معسكرات الاعتقال النازي في أوكرانيا وصربيا. وبعد أن درس القانون عمل محامياً في مكتب المدعي العام في ولاية نيويورك. ولكن في عام 1984 وبعد زيارة لنيكاراغوا تغيرت حياته تماماً، اذ اكتشف برودي جرائم ارتكبتها عصابات الكونترا، وهم مجموعة متمردة تريد الإطاحة بالحكومة اليسارية في البلد، وكانوا يحصلون على دعم سري من واشنطن.

وإثر هذا الاكتشاف استقال برودي من عمله، وكرس نفسه لحقوق الإنسان. وأخذ يحقق في الجرائم الحكومية في كل من هايتي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وسيراليون ودول أخرى، بما فيها دولته نفسها، الولايات المتحدة. وقام بتوثيق طرق التعذيب في سجني أبوغريب وغوانتانامو. وخلال فترة قصيرة أصبح معروفاً بلقب «صياد الدكتاتوريين».

وعمل برودي في أهم قضية في حياته عام 1998 عندما اعتقل دكتاتور تشيلي الراحل، أوغستو بينوشيه، في لندن، فطار إلى هناك ممثلاً لمنظمة تعنى بحقوق الإنسان، وبقي هناك ستة أشهر وهو يكافح من أجل تسليم بينوشيه الى اسبانيا، حيث يواجه هناك مذكرة بتوقيفه. وفي النهاية تمكن بينوشيه من العودة الى بلاده، على أن يبقى قيد الإقامة الجبرية.

وأما في قضية دكتاتور تشاد، حسين حبري، لم يكن برودي يتعامل مع حبري وانما مع حكومة بلاده أيضاً، التي لعبت دوراً أيضاً في الأعمال الوحشية التي ارتكبها حبري. وفي ثمانينات القرن الماضي كان الرئيس الاميركي السابق، رونالد ريغان، يبحث عن رجل قوي في افريقيا ينفذ له مخططاته الرامية إلى افتعال المتاعب مع حاكم ليبيا الراحل معمر القذافي. وكان حسين حبري، زعيم تمرد سابق في تشاد، هو الرجل المناسب لريغان. وقامت واشنطن بدعم الرجل حتى استولى على السلطة في بلاده في أكتوبر 1982، وظل يحظى بالدعم اللوجستي من المخابرات المركزية الأميركية. وحتى يوم الإطاحة به عام 1990 كان قد شن حرباً بالوكالة على ليبيا كلفت القذافي 10 آلاف جندي ليبي. وقد استقبله ريغان في البيت الابيض عام 1987. وقال برودي: «إن حبري كان من أشرس الحكام الدكتاتوريين الذين دعمتهم واشنطن، وأكثرهم وحشية»، ووصف برودي حبري بأنه «بينوشيه إفريقيا».

تويتر