لا سبب واضحاً للعبوس

العائلة الرئاسية الأميركية تعود من إجازتها متجهمة

صورة

بدأت الكآبة تلوح على وجه الرئيس الأميركي، باراك أوباما وأسرته، خلال خروجهم من طائرة البحرية في طريق عودتهم إلى البيت الأبيض، بعد انتهاء عطلتهم الصيفية في جزيرة فنيارد مارثا. وتوقفت العائلة الرئاسية الأحد الماضي في كيب كود لاستقلال الطائرة المروحية التي تقلهم الى الطائرة الرئاسية «اير فورس ون»، وتصنع أفراد العائلة الابتسام للحشد الذي تجمع على مدرج المطار، إلا أنهم بمجرد أن هبطت مروحيتهم في قاعدة أندرو الجوية قبل استقلال مروحية أخرى للبيت الأبيض تبخر الابتسام عن وجوههم وحل محله التجهم. وأخذ أوباما بيد ابنته ماليا، بينما تبعتهما زوجته، ميشيل أوباما، وابنته الأخرى، ساشا، وعلى جميع الوجوه التقطيب نفسه. وعلى الرغم من أن اوباما معروف عنه خفة الظل وروح النكتة، وابتسامه حتى في المواقف الصعبة، فإنه ظل مقطب الجبين.

ويتساءل البعض هل انتهاء الإجازة والعودة الى الحياة الطبيعية سبب هذا التجهم، أم أن العائلة الأولى تشاجرت هناك بسبب شيء ما؟ أم أن الفتاتين تشعران بما يشعر به المراهقون في سنهما، من تقطيب وعبوس وتجهم؟ ويعتقد البعض أن سبب الوجوم الذي ران على وجه الرئيس هو إحساسه كأنه استيقظ لتوه من النوم، وتذكر فجأة ما ينتظره في العاصمة من المشكلات الكثيرة، من بينها احتمال رفض الكونغرس اتفاقيته مع إيران، وأن الاقتصاد الأميركي أصبح في حالة سيئة بسبب ما حدث لسوق الأسهم في الولايات المتحدة من خسائر فادحة، بالطبع جميع الأميركيين يعانون في هذا الظرف.

ويعتقد البعض أيضاً أن أوباما، على العكس من ذلك، لديه الكثير من المبررات التي تدعوه إلى الابتسام من دون افراد العائلة بدلاً من التجهم، لأنه استطاع أن يفوز في مباراته النهائية في الغولف على رئيس «بنك يو بي اس» السابق، روبرت وولف، قبل رحلة العودة. كما استطاع التخلص هذا العام من لعنة الصيف، التي كثيراً ما كانت تعصف بمزاجه في خضم الجدل والأزمات والشعبية المتدنية، وعلى العكس من ذلك فإن صيف 2015 هو الأوفر سعادة لأوباما من بين جميع أيام رئاسته، فقد استطاع ان يحرز نصراً مؤزراً في المحكمة العليا بشأن برنامج رعايته الصحية، الذي حام حوله الكثير من الجدل، واستطاع ان يكسب الجمهوريين لجانبه في «الكابيتول هيل» بشأن الشراكة عبر المحيط الهادئ، ليعقبه انتصاره الكاسح في توقيع الاتفاقية النووية مع ايران، ثم رفعه للعلم الأميركي في السفارة الأميركية الجديدة في كوبا، بعد اعادة العلاقات بينهما هذا الشهر.

لقد كان الصيف الماضي الموسم الأقسى لأوباما، اذ كانت مشكلة الرعاية الصحية ماثلة منذ عام 2009، وأزمة سقف الديون حاضرة بدءاً من عام 2011، وكان لا يزال يراوغ بشأن الأسلحة الكيماوية السورية عام 2013. كل هذا يتزامن مع التقدم المطرد لـ«داعش» الصيف الماضي، وما تلاه من قطع رؤوس الأميركيين من قبل هذه الميليشيات، فضلاً عن التوترات في فيرجسون بولاية ميسوري، بعد مقتل فتى أسود يبلغ من العمر 18 عاماً على يد ضابط شرطة أبيض.

وحيث إنه تخلص هذا العام من جميع هذه الأزمات، فقد قضى الرئيس معظم عطلته الصيفية، التي امتدت لأسبوعين على ملعب للغولف، على الشاطئ، وتناول الطعام خارج المنزل مع عائلته. كما حضر حفلاً على الجزيرة أقامه القطب الديمقراطي فيرنون جوردان، الذي استضاف أيضاً العام الماضي حفلاً مماثلاً شوهد فيه أوباما على حلبة الرقص.

تويتر