أصوات وصفتها بأنها بـ «100 رجل».. وأخرى انتقدت خروجها على الأعراف

مي نور الشريف تصنع «حدثاً استثنائياً» بوقوفها في سرادق عزاء والدها

مي نور الشريف تتقبل العزاء في والدها كالرجال.

كسرت مي نور الشريف، ابنة الفنان الراحل نور الشريف، حاجزاً اعتبره كثيرون وهمياً، وتوسطت سرادق جنازة والدها وسط الرجال لأخذ العزاء فيه، بعد أن ارتدت ملابس بيضاء، اذ لم يرزقه الله الولد، وحيت نساء مصريات وعربيات الخطوة بوصفها بادرة اجتماعية وإنسانية إيجابية، لا تتنافى مع عادات مجتمعاتنا العربية، التي عرفت المحاربة، والشاعرة، والمحاورة منذ زمن قديم، وقالت أخريات «إن مي نورالشريف قدمت لوالدها في وفاته، اعظم لافتة وفاء يستحقها، وتتماشي مع دوره والتزامه وشخصيته المعطاءة والجريئة والمبادرة». واستقبلت صحف مصرية وعربية الأمر باجلال لافت، وعنونت صحيفة «القدس العربي» الخبر بعبارة، مي نور الشريف «بنت بـ 100رجل»، بينما عنونت صحيفة «فيتو» المصرية الخبر بمانشيت «نور الشريف خلف راجل».

وقالت الفنانة مي كساب «مي نور الشريف، بنت بـ100 رجل، عرفت تربي يا أستاذ، أخلاق وإيمان وجدعنة، ربنا يحفظها وسارة أختها».

وقالت القيادية في حزب العيش والحرية إلهام عيداروس لـ «الإمارات اليوم»، معلقة على الأمر «أعجبت ببنت نور الشريف وهي واقفة تتقبل عزاه وتعاطفت معها، لأنها أكيد تعرضت لضغوط أو سخرية من الأقارب الرجال، من الأعمام والاخوال وأبنائهم، الذين اعتبروا أن من حقهم وواجبهم ان يأخدوا عزاء والدها، بدلاً منها لمجرد انهم رجال، الأمر الذي ولد لدي زكريات بأمور لم أفكر فيها، إلا بعد وفاة والدي».

وتابعت عيداروس «ما فعلته مي نور الشريف شبيه بما فعلته أفغانيات منذ شهور، حيث قتل متعصبون فتاة تُدعى فرخندة بتهمة ثبت كذبها، فحملت الأفغانيات النعش بأنفسهن حتى مثواها الأخير، في بادرة لأول مرة في هذا البلد الآسيوي». وأكدت عيداروس أن «مجتمعاتنا تتقدم بمثل هذه المبادرات، لكسر أعراف قاسية ووهمية».

وقالت استاذة الحضارة الاسلامية مها النجار لـ «الإمارات اليوم» إن ما فعلته مي نور الشريف هو عود الى تقاليد مجتمعاتنا العربية الأصيلة، التي تحترم المرأة وتعطيها مكانة معتبرة، فثقافتنا ليست «الحرملك» وحرمان المرأة التفاعل الايجابي مع المجتمع، وفي صعيد مصر لا تنتهي واجبات العزاء، دون أن ينادي المعزون على نساء القبيلة وتقديم العزاء لهن، والجدة في النسيج العائلي هناك «وتد» يعتز برأيها وتشير على الرجال.

وقالت الكاتبة الصحافية اكرام يوسف (ووالدة البرلماني الثوري زياد العليمي) لـ «الإمارات اليوم»: إن «مي نور الشريف بنت محترمة رفعت رأس والدها ووالدتها، وعملت ما يظهر حسن تربيتها. ربنا يخفف عنها وعن أختها ووالدتها، ويرحم نور الشريف». وتابعت يوسف «رغم أن هذا الموضوع شخصي، لكنه يعكس تحركاً مجتمعياً للتغيير. اتصور أنه سيشجع بنات كثيرات في مصر على تقليدها».

هذا وقد وجهت مي نور الشريف بعد انتهاء الجنازة مباشرة رسالة الى المعزين قالت فيها «مش عارفة ابتدي بمين ومنين.. شكراً لكل الأطباء المحترمين اللي اتعاملنا معاهم، في جميع التخصصات داخل مصر وخارجها، كنتم نعم العلم والمساعدة والإنسانية أولاً وأخيراً».

وأضافت: «دكتور أشرف زكي (نقيب الفنانين) جزيل الشكر لك، لاهتمامك بكل التفاصيل والترتيبات الخاصة بخروج الوالد، والعزاء، واحترام رغباتنا.. وشكر خاص لكل طالب وطالبة من المعهد لمساعدتكم في تنظيم العزاء، مجهودكم رائع ماكنش هيطلع كده من غيركم».

وختمت الرسالة «الأستاذ الصديق عادل إمام انبهرت بوجود حضرتك ورامي (ابنه) في هذا التوقيت، لعلمي بفرح محمد (ابنه) وتأجيلك له.. لك ولأسرتك كل الاحترام.. أستاذنا القدير رشوان توفيق خطوتك عزيزة جداً علينا.. سمير الفقيه تخليت عن كاميرتك لحضور العزاء.. تصرف غالٍ جداً يا صديق العمر».

اما على صفحات التواصل الاجتماعي، خصوصاً «فيس بوك»، فقد كان الاتجاه السائد هو امتداح التصرف، اذ شبه «إبراهيم» مي نور الشريف بالأسد خلال تلقيها عزاء والدها، وقال في تغريدة له: «البنت مي بنت نور الشريف واقفة زي الأسد في عزا أبوها الله يرحمه، عرفت تخلف وتربي يا نور».

كما أثنى «زيزو» على تصرف مي نور الشريف وعلق قائلاً: «رفضت رجالة أغراب تأخد عزاء والدها ووقفت تأخد عزاه بنفسها.. شابوه بجد».

على الطرف المقابل، تعرضت مي نور الشريف لانتقادات عدة على خلفيات دينية واجتماعية، حيث اعتبر البعض وقوفها وسط الرجال «سلوكاً لا يقره الدين»، كما اعتبر آخرون تصرفها «غريباً على اعرافنا ومجتمعاتنا العربية».

تويتر