صاحبه تحدى الإنجليز وفتح أبوابه لاستقبال قائد ثورة 1919

محاولات لبيع قصر رفيق سعد زغلول بالأقصر.. ودعوات إلى تحويله متحفاً

حزب الوفد ينظم حملة لمنع بيع القصر وتحويل ملكيته إلى الدولة.

دعت جماعة شعبية مصرية إلى وقف بيع قصر توفيق اندراوس بمدينة الأقصر، أحد زعماء الحركة الوطنية عام 1919، التي قادها الزعيم سعد زغلول ضد الاحتلال الإنجليزي، ونوهت اللجنة إلى أهمية القصر التاريخي، المبني بالطوب اللبن، والذي استقبل زغلول ومصطفى النحاس، واستضاف اللقاءات الوفدية في صعيد مصر، كما استقبل زعماء عالميين، ودعت اللجنة إلى فتح اكتتاب مصري وعربي وعالمي لتحويل القصر إلى متحف تاريخي، يجمع كل تاريخ مصر في الصعيد خلال القرن التاسع عشر.

وجاء هذا الموقف، بعد إعلان جمال ميخائيل، المحامي والوكيل القانوني لفايز يسى أندراوس، الوريث الوحيد لبنات عمه توفيق أندراوس، اللاتي ورثن عن والدهن القصر التاريخي الملاصق لمعبد الأقصر الفرعوني، المطل على نهر النيل، عن عرض القصر للبيع، بحسب تسريبات صحافية، مقابل 75 مليون جنيه، حسب بعض الروايات.

يرجع قصر توفيق أندراوس في إنشائه إلى عام 1897، وهو يضم قطعاً نادرة، نقلت إلى مخازن الأقصر الأثرية منذ أكثر من عقد، واشتهرت شخصية توفيق اندراوس عام 1919 عندما منعت السلطات البريطانية سفينة زعيم الثورة وقتها، سعد زغلول، من الرسو في الأقصر عام 1921، فبادر توفيق باشا اندراوس، الذي كان قنصلاً فخرياً لكل من إيطاليا وبلجيكا وفرنسا، برفع أعلامهم فوق قصره المواجه لشاطئ النيل، ومد سلماً خشبياً من سفينته إلى القصر ليستقبل سعد زغلول، وسط هتافات الجماهير له ولسعد وللثورة، كما استقبل القصر شخصيات تاريخية عدة، منها الزعيم الوفدي مصطفى النحاس، وزميله فكري مكرم عبيد، والشيخ محمد عبده، وامبراطور الحبشة هيلا ثلاثي، الذي جاء لطلب الزواج من «جميلة»، ابنة توفيق باشا الكبرى، فرفضت الزواج به، والملك عمانويل الثالث، آخر ملوك إيطاليا، الذي دفن في الاسكندرية عام 1947، والأمير امبورتو ولي عهد إيطاليا، وأسرة قيصر روسيا، بجانب أمراء إيطاليا ورومانيا وبلجيكا في تلك الفترة.

وقال منسق حملة إنقاذ قصر توفيق اندراوس، المرشد السياحي فرنسيس أمين، لـ«الإمارات اليوم»، في تعليق له على المسألة، إن «المبادرة ضمت عدداً من المهتمين باسم قصر اندراوس، لإنشاء كيان باسم (مؤسسة اندراوس بشارة)، يتم فيها تجميع تراث مدينة الاقصر في القرنين الـ19 الـ20، وعرضه في القصر الذي سيصبح بمثابة متحف، وذلك مهم لاستكمال تاريخ الأقصر الفرعوني، والقبطي، والإسلامي، إضافة إلى إبراز جانبه الحديث، وقد عقد أكثر من لقاء مع عائلة اندراوس، ولم يظهروا اعتراضاً على الاقتراح، بل عرضوا المساعدة، ودعوا إلى تنفيذ الفكرة على أرض الواقع، لكن الجهات التنفيذية، ومن بينها المحافظة، ووزارة الثقافة، لم تتحرك، بذريعة عدم وجود موازنة لتمويل هذا المشروع، كما أن الأزمة المالية العالمية حالت دون التقدم في مسألة الدعم الأوروبي له، بعد أن اصبح موضوعاً على أجندة التعاون المصري الإيطالي».

وشكك فرنسيس أمين في جدية العروض الخاصة بشراء القصر، التي كان آخرها ما تسرب في «اليوم السابع»، وصحف أخرى، مؤكداً أن العرض وصل إلى 75 مليون جنيه مصري، وقال «أنا غير مقتنع بهذه التقارير الصحافية المتواصلة عن مساعي شراء القصر، وأرتكز في ذلك على نقطتين، أولاهما أن القصر مبني بالطوب اللبن، وأصبح متهالكاً، ولا يصلح للإقامة، ويحتاج إلى ترميم أو إعادة بناء، فماذا سيفعل به من يشتريه ويدفع هذا المبلغ فيه؟ وثانيهما أن عائلة اندراوس وورثته لم تبد استعداداً للبيع، وكما ذكرت هي متحمسة لمبادرتنا، خصوصاً أن المؤسسة الثقافية المقترحة ستكون باسمهم وسيشاركون فيها».

وقال المحامي الأقصري، حشمت يوسف، لـ«الإمارات اليوم» إن «قصر اندراوس به إشكالات عدة، أولها تاريخي، حيث نزل به سعد زغلول والنحاس، وبالتالي أصبح جزءاً من تاريخ البلاد، وتعدى وضع ملكيته لشخص، الاشكالية الثانية أن له وضعية أثرية للتحف التي يضمها، وملاصقته لمعبد الاقصر، كذلك انتزعت سلطة يوليو 1952 مبنى ملاصقاً للقصر من الوفد، وحولته إلى محكمة، ثم مقر للحزب الوطني، كما شهد القصر واقعة قتل شهيرة بعد ثورة 25 يناير، حيث لقيت ابنتا اندراوس الاثنتان اللتان كانتا تعيشان في القصر (لودي)» و(صوفي) مصرعهما على يد مجهولين، في ملابسات لاتزال غامضة حتى يومنا هذا، حيث قيدت ضد مجهول، وبالتالي فإن قصة القصر تسير فوق حقل ألغام شائك».

بدوره، أطلق حزب الوفد بمحافظة الأقصر، حملة تطالب بوقف عرض القصر التاريخي للبيع، وحماية ما تبقى من معالمه.

تويتر