تعارف العائلات يتم داخل سوق الزوجات لدى غجر بلغاريا

لقاء مع شريك حياة المستقبل بعيداً عن «المجتمع المحافظ»

أم تجهز ابنتها لمهرجان الزواج. أرشيفية

العشرات من الشابات الغجريات يحتشدن أمام أزواج المستقبل في سوق الزوجات البلغارية، حيث تمنح العائلات الفقيرة فرصة ترتيب الزيجات الملائمة مالياً بالنسبة لأبنائهم. وترتدي الفتيات المعنيات بالزواج ملابس مثيرة، ويضعن الكثير من الزينة، إضافة إلى ما يمكنهن ارتداؤه من المجوهرات والأحذية عالية الكعب، والتنانير القصيرة. وفي المقابل، فإن الشبان الذين تنوي عائلاتهم تزويجهم، يجتمعون في هذا المهرجان الزواجي حول المعروض من الزوجات، على أمل العثور على زوجة مناسبة وطيبة بتكاليف مقبولة.

سوق الزواج

يرجع تاريخ هذا المهرجان، الذي يطلق عليه «سوق الزواج» إلى أجيال خلت. وكانت تحدث في حقول مفتوحة وموحلة، إلى جانب سوق تجارة الخيل في قرية صغيرة، حيث تقف الفتيات اللواتي سيصبحن زوجات على منصة مع الشبان الذين يتنافسون على طلب أيديهن.

لكن الشرطة قامت، العام الماضي، بنقل المهرجان إلى المدينة، لتجنب التوتر مع تجار الخيل. ويمكن أن تؤدي حالات الإعجاب والغزل، التي تحدث أحياناً، إلى إجراء المفاوضات، وربما إلى احتمال الزواج بعد بضعة أشهر من الحدث.

ويعتبر المهرجان، الذي يعقد أربع مرات في العام، فرصة للآباء للقيام بدور «الخطابة»، من أجل إيجاد الزوج الملائم، وكذلك الزوجة، لأبنائهم وبناتهم. وتتجمع العائلات في «ستارا زاغورا»، وهي منطقة يعيش فيها نحو 18 ألف غجري، يطلق عليهم اسم «كاليدجي»، الذين يتكسبون رزقهم من العمل في صناعة النحاس. وهم من بين أكثر السكان فقراً في منطقة يعاني معظم سكانها الفقر أصلاً، ويصبون إلى إقامة زيجات جيدة، من شأنها تغيير الوضع الاقتصادي المنكمش في بلغاريا.

وفي الواقع، فإن مهرجان الزواج الذي يعقد في عطلات دينية متنوعة، خلال الربيع والصيف، ليس فرصة من أجل لقاء الغجر الرحل، والقيل والقال ونشر الشائعات، وإنما للاطلاع والتعرف إلى العائلات الأخرى، بهدف تحديد ما إذا كان من الممكن العثور على شريك أو شريكة حياة لأبنائهم.

ويقوم الشبان والفتيات بالرقص جنباً إلى جنب في مكان تجمع المهرجان، في فرصة نادرة يتم فيها تجاهل قيم هذا المجتمع المحافظ، الذي نادراً ما يسمح فيه بالاختلاط بين الجنسين. ومن المعروف في مجتمع «كاليجي»، الذي يدين معظمه بالمذهب الأرثوذكسي المسيحي، أنه يتم إخراج الفتيات من المدارس في سن الخامسة عشرة، أو حتى قبل هذه السن في بعض الأحيان، لإبعادهن عن الغواية.

ويبدأ هذا المهرجان الراقص مثل حفلات الرقص التي تحدث في المدرسة الثانوية، حيث يكون الأولاد في مجموعات منفصلة عن مجموعات البنات، وعادة يصافحون بعضهم بعضاً، في حين أن الآباء يظلون في حالة ترقب في الخلف. وبمعزل عن هذه اللقاءات المحدودة فإن البنات والشباب يمكنهم الالتقاء والتحادث عن طريق شبكة الإنترنت.

وبعد حالات الإعجاب بين الشاب والفتاة، يبدأ التفاوض على المسائل المادية والمالية، التي تكون معقدة جداً، حول المهر الذي سيدفعه الشاب إلى فتاته، والذي يتم دفعه لوالديها كي يتزوجها. ويراوح مهر العروس أو (تكاليف العروس) بين 5 إلى 10 آلاف ليف (أي 2200 أو 4300 جنيه إسترليني)، إلا أن هذا المبلغ تضاءل في السنوات الأخيرة، بالنظر إلى قلة فرص العمل. حتى أن مهرجانات الزواج أصبحت أكثر تواضعاً من حيث كل ما يتم استخدامه فيها، بسبب قلة الأموال مع الشبان. لكن التكاليف أو المهور تظل عالية بالنسبة للفتيات الجميلات اللاتي يتنافس عليهن عدد من الشبان.

 

 

تويتر