طريق غير آمنة للهروب من العنف

مسلمون هاربون من العنف في أفريقيا الوسطى داخل إحدى الشاحنات المغادرة العاصمة بانغي. أرشيفية

على جانب الطريق كان الزعيم المحلي لإحدى الميليشيات في إفريقيا الوسطى يجلس تحت شجرة يرتشف القهوة من فنجان بلاستيكي، وكان أتباعه وبينهم امرأة واحدة على الأقل في حالة استعداد لإطلاق النار من بنادقهم، وكانوا يخططون للهجوم على قطعان الماشية التي يمتلكها المسلمون في تلك الليلة، حسبما قال قائدهم، لكنهم وعدوا بأن الشاحنات التي تمر من القرية ستكون في أمان، ولن يهجموا عليها، ولكن الركاب الهاربين من العنف والذين كانوا يطلون من أبواب، أو من فوق أطراف الشاحنات لم يكونوا واثقين بذلك، وعندما حل الظلام أخذوا يشعرون بالوحشة والعزلة، وإثر ذلك ظهرت شاحنتان لقوات حفظ السلام البوروندية التي تأخرت عن مواكبة قافلة الشاحنات، نظراً إلى أن اثنتين من سياراتها كانتا معطلتين.

وكانت الطرق المعبدة قد تحولت إلى ممرات مليئة بالحفر والقاذورات، وبعد 11 ساعة على خروجهم من بانغي عاصمة افريقيا الوسطى توقفت الشاحنات في الليل عند كلية عسكرية سابقة في مدينة بوار في أقصى البلاد، حيث أصبحت هذه الكلية الآن قاعدة لقوات حفظ السلام، ونزلت العائلات المتعبة من السيارات وكانت عائشة عمر قد نزلت مع ابنتها الصغيرة لأخذ قسط من الراحة، وانتشر الجميع في الحقول لقضاء الليل، وبدأ الجميع بإشعال النار من أجل تحضير الطعام، ولم يكن لدى عائشة وعائلتها طعام، ولكنهم أدوا صلاتهم واستلقوا للنوم، لكن عائشة لم تكن تنوي النوم، وهي تقول «لانزال في إفريقيا الوسطى ولن أشعر بالراحة حتى أرحل عن هذه البلاد».

وقبيل الساعة السابعة صباحاً أيقظت قوات حفظ السلام الركاب جميعاً وطلبت منهم استئناف المسير، وبحلول منتصف النهار كانت القافلة تعبر الحدود وهي تحمل مئات اللاجئين إلى الكاميرون التي استقبلت عشرات الآلاف منهم، وكان يتم إيواء القادمين الجدد في المساجد والكنائس. وحتى في ملاعب كرة القدم، وكان عمال الإغاثة يتسابقون لإنشاء أماكن الإيواء، والنقاط الطبية والمرافق الأخرى، وقامت بعض العائلات المحلية بإيواء بعض العائلات من اللاجئين، في حين نام آخرون في العراء، وكانت القافلة قد أنزلت جميع ركابها وعادت من حيث أتت كي تحضر مزيداً منهم بمواكبة قوات حفظ السلام.

تويتر