عندما لا يكون مشغولاً بواجباته الرئاسية فإنه يفضل زراعة الزهور

رئيس أوروغواي يزمع التنحي وممارسة حياته العادية

خوسيه موجيكا في منزله الريفي. أرشيفية

يعتزم رئيس الأوروغواي، خوسيه موجيكا «بيبي»، التنحي عن منصبه في مارس المقبل كي يستطيع قضاء بقية حياته مع سيارته فولكسفاغن بيتل، وكلبته مانويلا ذات الأرجل الثلاث. ويعيش الرئيس في الوقت الحالي في منزل متواضع مكون من ثلاث غرف في مزرعته التي تبعد 20 دقيقة بالسيارة عن العاصمة مونتفيديو، بعد أن رفض الانتقال الى القصر الرئاسي الفخم، ولا يحرس المزرعة سوى شرطيين وكلبته. وينشر غسيله في الساحة المقابلة للمنزل، ويحصل على الماء من بئر في الباحة. ويقول «يصفونني بأنني أفقر رئيس في العالم، لكنني لا أشعر بالفقر، فالفقراء هم أولئك الذين يرغبون في مزيد من الأموال». أحد الصحافيين الذي زاره قريباً في مزرعته لإجراء حديث معه، يقول إنه جلس معه على كرسيين صدئين في الحديقة، مرتدياً حذاء طويلاً قديماً معفراً بالطين، من دون جوارب في الجو القارس. وعندما لا يكون مشغولاً بواجباته الرئاسية فإنه يفضل زراعة الزهور.

السيارة الوحيدة التي يمتلكها موجيكا هي سيارته الفولكسفاغن، أما المزرعة التي يعيش فيها فتمتلكها زوجته، لوسيا توبولانسكي، ويتبرع بما يصل إلى 90% من راتبه الشهري، الذي يعادل 3000 دولار، للجمعيات الخيرية. ولا يترك لنفسه سوى ما يعادل 775 دولاراً، وهو متوسط الرواتب التي يتقاضاها مواطنوه. وكما يقتضي قانون الخدمة الوطنية بالإفصاح عن الممتلكات الشخصية، فقد أكد موجيكا أنه يملك ما يعادل 322 دولاراً، ويعزي هذه الزيادة الى الفائدة البنكية الناتجة عن إيداع راتبه هناك. ولا يأبه كثيراً بالمال، ويعبر عن ذلك بقوله «نمت لسنوات عدة على أرض السجن العارية، وكنت اغدو سعيداً عندما احصل فقط على لحاف». قبل أيام قليلة رفض موجيكا عرضاً لشراء سيارته بمليون دولار تقدم به احد الأثرياء العرب، ويبرر رفضه بأن قلبه متعلق بالسيارة.

ولسنوات عدة كان يذهب إلى الفراش في وقت مبكر للاستماع إلى ما يسميه بـ«همسات النمل في أذنيه»، والدردشة أحياناً مع الضفادع، وربما اشترك في قطعة كبيرة من الخبز مع بعض الفئران. ويجلس على كرسي خشبي تحيط به الكتب والصمت، ويقف أمامه تمثال نصفي لتشي غيفارا، ويصف نفسه بأنه «فلاح متواضع».

قضى هذا الزعيم 13 عاماً في زنازين النظام السابق، خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي، متحملاً العذاب وفترات طويلة من السجن الانفرادي، الذي هو عبارة عن حفرة في باطن الأرض.

وتنأى زوجته، العضوة في البرلمان، مثله عن الحياة المادية منذ شبابها، ولا تهتم بالثروة، كما تقول، وتأمل أن تصبح قدوة لبلادها، وربما بقية العالم. وكانت توبولانسكي مثل زوجها معارضة سابقة لأنظمة الحكم الديكتاتوري في بلادها، وقضت مثله 13 عاماً وراء القضبان لانتمائها لفصيل حرب عصابات مناوئ للحكومة، واستطاعت أن تهرب من السجن، هي وبعض السجينات الأخريات، لكنها اعتقلت بعد فترة وجيزة لتعود إلى وراء القضبان.

 

تويتر