يضم قلادة محمد علي وشطرنج فاروق.. وصاحبة القصر سجلت عليه قصة حبها

عودة متحف «المجوهرات الملكية» المصرية بعد إفلاته من النهب

يضم المتحف 924 قطعة أثرية من مجوهرات الملك فؤاد والملك فاروق وأمراء وأميرات العائلة المالكة أهمها قلادة محمد علي. أرشيفية

افتتح مطلع الأسبوع الحالي، ويستمر حتى نهاية أكتوبر في قصر الأميرة فاطمة الزهراء، متحف المجوهرات الملكية الذي يضم كل مقتنيات الأسرة العلوية، بدءاً من مؤسس مصر الحديثة محمد علي (1805 ــ 1848)، حتى آخر ملوك مصر فاروق الأول (1937 ــ 1952)، بالإسكندرية بعد إغلاق استمر أربع سنوات منذ اندلاع أحداث ثورة 25 يناير 2011، بعد أن أفلت من محاولة لاقتحامه ونهبه أثناء ثورة 25 يناير 2011.

وقال الباحث التاريخي السكندري حسين مجاهد، لـ«الإمارات اليوم» إن المتحف كان أحد الأهداف الأولى للبلطجية في أحداث ثورة 25 يناير، حيث أحاط العشرات منهم به منذ اللحظات الأولى لانهيار الأمن بغية اقتحامه وسرقة محتوياته الثمينة، ثم عاودوا المحاولة مرتين، ما اضطر أهالي ومسؤولين لاستدعاء قوات الجيش لحماية المتحف.

وتابع مجاهد، أن المتحف يمثل شاهداً تاريخياً، سواء على مستوى المقتنيات الثمينة التي يضمها، والتي تنتسب لجميع أعضاء الأسرة العلوية المالكة السابقة في مصر بدءاً من محمد علي حتى فاروق، أو على مستوى الأحداث التي تمت مع هذه المجوهرات سواء بمصادرتها وإيداعها المخازن عام 1952، أو التفكير في إنشاء متحف يضمها عام 1988، أو محاولة سرقتها من البلطجية واستدعاء القوات المسلحة المصرية لحمايتها أثناء أحداث الثورة، وحتى التردد في اتخاذ قرار بفتح المتحف نظراً لغياب الاستقرار ووقوع الانفلات الأمني إلى أن اندلعت ثورة 30 يونيو واستقرت خارطة الطريق، وعادت مصر إلى ظروفها الطبيعية.

يضم المعرض الموجود على مساحة 4185 متراً مربعاً، 924 قطعة أثرية من مجوهرات الملك فؤاد والملك فاروق وزوجاتهما وأمراء وأميرات العائلة المالكة، أهمها قلادة محمد علي والي مصر ومؤسس الأسرة العلوية مصنوعة من الذهب واللؤلؤ، وعلبة النشوق الذهبية المرصعة بالماس والخاصة به، وسيف التشريفة الخاص بمؤسس مصر الحديثة والمصنوع من الصلب على شكل رأس ثعبان به 600 ألماسة.

أما مجموعة الملك فاروق فهي موجودة في قاعات، منها (التخشيخة) التي كان يستخدمها وهو طفل لاستدعاء أحد الخدم، وصنعت على هيئة التاج الملكي من البلاتين المرصع بالألماس والزمرد والياقوت، وتتوسطها قنة من البلاتين مطلية بالمينا البرتقالي، وبداخلها كرات صغيرة من الذهب ولها يد من العقيق، والعصا المارشالية التي طالما استخدمها في تنقلاته وهي مصنوعة من الأبنوس والذهب، وشطرنج من الذهب المموه بالمينا الملونة المرصع بالماس، وصينية ذهبية عليها توقيع 110 من الباشوات، وطبق من العقيق مهدى من قيصر روسيا.

ويضم المتحف مجموعة مجوهرات الأميرات، والأمراء العلويين، ومن ذلك تاج الأميرة شويكار، وهو من أجمل تيجان مجوهرات أسرة محمد علي، بحسب أثريين ومؤرخين، ثم قاعة الملكة فريدة زوجة الملك فاروق التي تضم تاجاً مصنوعاً من الذهب والبلاتين مرصعاً بـ1506 قطع من الألماس مع قرط من البلاتين والذهب مرصع بـ136 قطعة من الألماس، كما تضم مجموعة الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق والزوجة الأولى لشاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي محبساً من البلاتين عليه اسم الأميرة فوزية مرصعاً بالبرلنت، وتوكة حزام مرصعة بأكثر من 240 قطعة من الألماس.

وقال رئيس هيئة المتاحف المصرية أحمد شرف في تصريحات صحافية، إنه تم إغلاق المتحف عام 2003 لتنفيذ مشروع ترميم متكامل للمتحف تضمن رفع كفاءته وترميمه معمارياً وإنشائياً، وهندسة إلكترونية وفتارين عرض متحفي، وذلك بكلفة 41 مليون جنيه، وتم افتتاحه عام 2010.

وأضاف أن تأهيل المتحف للافتتاح هذه المرة تضمن أعمال صيانة للنقوش الجدارية ورسوم السقف التي تعود كلها لطراز الباروك الذي انتشر في أوروبا عام 1887، بالإضافة إلى إعادة تجديد سيناريو العرض المتحفي، وتثبيت بطاقات شارحة لمقتنياته على الفتارين، وكذلك تزويد المتحف بكاميرات مراقبة.

وكان مجلس قيادة الثورة المصرية التي اندلعت في 23 يوليو 1952 بقيادة الرئيس السابق جمال عبدالناصر قد صادر في أغسطس 1952، بعد إطاحة الملك فاروق وطرد الأسرة العلوية من البلاد، المجوهرات الملكية ووضعت في خزائن الإدارة العامة للأموال المستردة، ثم وضعت في قصر الأميرة فاطمة الزهراء بالإسكندرية، الذي صممه مهندسون إيطاليون وفرنسيون وبلجيك، ليكون متحفاً لمجوهرات أسرة محمد علي عام 1988.

يذكر أن فاطمة الزهراء هي إحدى أميرات الأسرة العلوية وكريمة الأمير حيدر فاضل نجل الأمير مصطفى فاضل شقيق الخديوي إسماعيل، وقد شيدت السيدة زينب كريمة علي باشا ووالدة فاطمة الزهراء هذا القصر في عام 1919، وأكملت بناءه وزخرفته الأميرة فاطمة الزهراء على الطراز الأوروبي الذي كان سائداً في القرن الـ19، وطبقا لصفحة الأسرة العلوية على الإنترنت، فإن صاحبة القصر كانت ذات ذائقة رومانتيكية من طراز رفيع، يتضح هذا من وجود لوحة لروميو وجولييت على جدران القصر، ورسومات أخرى تحكي قصة زواج صاحبة القصر نفسها.

على صعيد متصل، وفي واقعة جمعت بين الأهمية والطرافة، تمكنت السلطات المصرية أخيراً من استرداد مجموعة مجوهرات وأحجار كريمة تضم ‏249‏ قطعة ترجع لأسرة محمد علي باشا كان من بينها 110 قطع من خلال إعلان في جريدة «الأهرام» عن بيع جبري بالمزاد لقطع مودعة في بنك مصر ضماناً لقرض رجل أعمال.

تويتر