دو لارينتا.. أسطورة التصميم وأول من قام بإلباس أقوى نساء العالم

أزياء السيدات الأُوَل في أميركا.. ذوق رفيع بصبغة سياسية

صورة

اسم الراحل أوسكار دو لارينتا، يعد مردافاً لأزياء السيدات الأول الأميركيات، فهو أسطورة تصميم الأزياء وأول من قام بإلباس زوجات الرؤساء، إذ إنه اختار ملابس نانسي ريغان، وهيلاري كلينتون، ولورا بوش، ويؤخذ عنه قوله «الأزياء ليست سياسية كما أنها ليست حزبية». وقام دو لارينتا باختيار وتغيير الأفكار المتعلقة بما يتعين على السيدة الأولى في الولايات المتحدة أن تلبس.

واختار دو لارينتا الملابس الجميلة التي ارتدتها السيدات الأول، كما شجعهن على شراء الملابس الجاهزة، باعتباره رئيس مجلس الأزياء والمصممين في أميركا في ثمانينات القرن الماضي، بهدف الترويج للمواهب الوطنية. وطور نوعاً من «موضة» أزياء «السيدة الأولى» التي سادت حتى عقود عدة، والتي اتسمت بالذوق الرفيع، الذي لا تشوبه العيوب، والجمال الأخاذ، ومثال ذلك السيدة ريغان بثوبها الأحمر الذي طالما اشتهرت به، أو الثوب الفضي الذي ارتدته لورا بوش في حفل تنصيب زوجها عندما تم إعادة انتخابه للمرة الثانية. ولا يمكن أن ننسى السيدة الأولى ميشيل أوباما أيضاً، التي قدم لها المشورة بشأن أزيائها لسبع سنوات.

وكان دو لارينتا قد قال لصحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» في وقت سابق من العام الجاري «إنه لامتياز عظيم أن تكون مسؤولاً عن أزياء السيدة الأولى. وعندما تقوم بتصميم ملابس معينة فإنك غالباً ما تفكر في المرأة بصورة عامة، لكن في هذه الحالة الخاصة، فإن هذه المرأة المقصودة أكبر من الواقع، لأنها تعني أشياء مختلفة بالنسبة للعديد من الناس، إنها أيقونة»، ولهذا السبب فإن السيدات الأول اتجهن في الغالب إلى مصممين بعينهم لمساعدتهن على تكريس صورة خاصة بهن، أو إرسال رسالة محددة إلى العالم.

ولكن علاقة السياسيين الأميركيين كانت غير جيدة مع مصممي الأزياء لأنهم لم يكونوا يريدون أن تقوم العائلة الأولى بإنفاق المال على أشياء سخيفة مثل الملابس.

وفي بعض الأحيان كانت زوجات الرؤساء يروجن للأزياء المصنوعة وطنياً كطريقة لتشجيع الاقتصاد أو تقليل النفقات. وكانت إلينور روزفلت زوجة الرئيس فرانكلين روزفلت، قد ناصرت أزياء معينة تميزت بأنها اقتصادية ومتنوعة، خلال الحرب العالمية الثانية، لكن الأزياء لمجرد الأزياء فحسب كانت قضية مرفوضة، حتى من قبل أكثر السيدات الأول الأكثر حباً للأزياء، فقد كن يعتمدن على صانعي ملابسهن بدلاً من الأسماء الكبيرة في عالم تصميم الأزياء كي يخطن لهن ملابسهن لأكثر المناسبات خصوصية.

وساعدت جاكلين كينيدي على تغيير كل ذلك في الستينات من القرن الماضي بخزانة ملابسها التي كانت عامرة بالثياب التي صنعها أشهر المصممين. ومع ذلك، وحين أراد زوج أمها أن يطلب من صانع الملابس الأميركي أوليغ كاسيني أن يصنع لها ملابس تلائم ظهورها على الملأ، رفضت ذلك مفضلة المصممين الفرنسيين الخاصين بها.

وقال دو لارينتا لصحيفة «تلغراف»: «في عام 2013 قاموا بتغيير اسم (لوغو) المصمم ووضعوا بدلاً منه أوليغ كاسيني، كي تبدو الأمور كأن جاكلين تدعم المصممين الأميركيين»

واستغل دو لارينتا مكانته كي يعمل على اختيار ملابس أقوى نساء العالم، بمن فيهن نانسي ريغان، زوجة الرئيس ريغان التي تتميز بأزيائها الجميلة والأنيقة (كانت تحب الفراء)، وكانت ترتدي ملابس لمصممين أميركيين حصراً، إذ كان من الممكن العثور على ملابسهن في المتاجر. وكانت لورا بوش قد اشترت ثوباً من تصميم دو لارينتا لونه أحمر وارتدته بمناسبة افتتاح مركز كينيدي، وحدث أن ثلاث نساء أخريات كن يرتدين الثوب ذاته في تلك الأمسية.

وعلى الرغم من أنه كان ينتقد خيارات السيدة الأولى الحالية ميشيل أوباما، كالذي ارتدته خلال زيارتها لملكة بريطانيا، إلا أنه يقبل كثيراً بخياراتها الخاصة بها، التي كانت تختارها من مصممين معروفين، إضافة إلى ملابس تشتريها من المتاجر العادية.

 

تويتر