وزير الدفاع الفرنسي: التحرك في ليبيا بات ضرورياً

أكد وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، أن التعامل مع الوضع في ليبيا التي تتجه نحو مصير مجهول بات ضرورياً، مستشهداً في هذا السياق بالعملية العسكرية التي أطلقت في مالي السنة الماضية، وانتهت بتحرير هذا البلد من تهديد المجموعات المسلحة، ووضع مالي على طريق الديمقراطية. ولم يستبعد الوزير في حوار مع صحيفة «لوفيغارو» تحرك قوة فرنسية مرابطة في تشاد إلى الحدود مع مالي، بالتنسيق مع دول إقليمية. وفيما يلي مقتطفات من الحوار:

★ ما تقييمكم للتهديد الذي مثله تنظيم «داعش» خلال الأشهر الماضية؟

- نحن نواجه ظاهرة غير مسبوقة تجعلنا ندق ناقوس الخطر، فهذا التنظيم قادر على القيام بعمليات إرهابية، وتنفيذ عمليات داخل المدن، وأيضاً يمكنه استخدام الأسلحة التقليدية. لم تتمكن أية مجموعة إرهابية من قبل من الحصول على مثل هذه الثروة، فهو يستغل آبار النفط، ويمتلك أسلحة متطورة، ويبيع النفط بأسعار رخيصة جداً.

★ كيف سيتدخل التحالف الدولي، وهل يمكن لفرنسا إرسال قوات على الأرض؟

- قدمت فرنسا إلى الآن 63 طناً من المساعدات الإنسانية، وبعد موافقة الحكومة العراقية سلمنا أسلحة إلى الأكراد، ويبقى الآن التوصل إلى الطرق السياسية والعسكرية، ويجب التأكد من دعم الدول المجاورة، خصوصاً السعودية، كما يجب إيجاد وسائل لتأمين البلدان المجاورة، مثل لبنان والأردن.

★ هل تأخرنا كثيراً للتدخل في ليبيا، وما الذي بوسعنا فعله الآن؟

- فلنتذكر أننا قمنا بعمل جماعي ونجحنا في مالي، تعاون عسكري واسع النطاق من أجل تحرير هذا البلد من التهديد، والقيام بعملية سياسية ديمقراطية، وإن تدهور الوضع الأمني في ليبيا قد يكون سبباً للوصول إلى هذا الهدف، وسأشدد حالياً على خطورة الوضع في ليبيا، فالجنوب الليبي بات بؤرة للمجموعات الإرهابية، حيث يتزودون بكل شيء، بما في ذلك الأسلحة وإعادة التنظيم، وفي الشمال يهدد المتطرفون المراكز السياسية والاقتصادية في البلاد. إذاً ليبيا هي على السواء بوابة أوروبا والصحراء، وهي أيضاً منطقة كل أنواع التهريب، بدءاً بتهريب البشر الذين يتم نقلهم في البحر المتوسط عبر مراكب، ويتم تمويل هذه العمليات من قبل هذه المجموعات.

★ هل تخشى انتقال التهديد الإرهابي إلى ليبيا والساحل وجنوب الصحراء؟

- بالتأكيد، فنحن نتحرك في إفريقيا الوسطى لتفادي فراغ أمني، الأمر الذي سيؤثر في المنطقة، وأخشى أن تكون هناك نقاط اتصال بين المناطق التي يسيطر عليها المسلحون، ففي شمال الكاميرون ونيجيريا، فإن تنظيم «بوكو حرام» يسعى لإقامة الخلافة.