يتركون مقاعد الدراسة ويقضون ساعات في معالجة الرمال

استغلال الأطفال للتنقيب عن الذهب يؤرق السنغال

أطفال السنغال الفقراء يعملون في التنقيب عن الذهب سعياً وراء المال لمساعدة عائلاتهم. أرشيفية

يجذب الذهب الكثير من العائلات في السنغال، ويضطر الأطفال لترك مقاعد الدراسة من أجل التفرغ للبحث عن المعدن النفيس، ومن بين هؤلاء الطفل أداما الذي يقضي ساعات في معالجة الرمال بحثاً عن الذهب.

حماية الأطفال

عثرت جمعية «النور» على 75 طفلاً ومراهقاً في 14 موقعاً، في الفترة بين ديسمبر 2013 وفبراير 2014. وكان من بينهم 15 طفلاً راوحت أعمارهم بين سبع و10 سنوات. وتمكنت الجمعية من إنقاذ عشرات الأطفال من الاستغلال، منهم كيدوغو وتاسيليما البالغان من العمر 17 عاماً، وقد تم استقبالهما في مركز للتدريب المهني، وهما على وشك إنهاء دورة في التلحيم.

في قرية «كالكينا» الواقعة جنوب شرق البلاد، تمتد مساحات شاسعة من الرمل الأصفر، الأمر الذي يغري هذا الطفل الصغير وآلاف السنغاليين للذهاب إلى المنطقة الحدودية مع مالي وغينيا، وينتقلون إلى المكان سعياً وراء المعدن الأصفر. ويقول أداما (10 سنوات) إنه ليس الوحيد الذي يبحث عن الذهب، فهناك الكثير من الأطفال في عمره، وأكبر بقليل، انخرطوا في المهمة الشاقة. ولا يستعين الأطفال المنقبون بشيء سوى الماء للتغلب على العطش، وينزلون أحياناً إلى عمق يصل إلى 25 متراً، في حين لا ينبغي على المنقب أن ينزل إلى عمق أكثر من 15 متراً كي يملأ الدلو الذي بحوزته بالرمل ليتم سحبه إلى الأعلى، وفي الغالب يقوم البالغون بعملية الحفر في الآبار التي لا يصلها إلا قدر قليل من الضوء.

ويوجد الكثير من الأطفال على تلة تتخللها نحو 600 حفرة، وقد جاؤوا من القرى المجاورة بواسطة شاحنات، فرادى أو بصحبة عائلاتهم، كما جاء عدد منهم من مالي، وغينيا، وغينيا بيساو، وبوركينا فاسو، وحتى ساحل العاج. وترك هؤلاء الأطفال مقاعد الدراسة بشكل نهائي، نظراً لظروف العمل في المناجم المفتوحة وبعدها عن قراهم، وجاءت عائلات فقيرة إلى المنطقة سعياً وراء المال. وكانت قرية «كالكينا» تضم 200 نسمة فقط قبل ثلاث سنوات، ولم يكن فيها إلا 25 منزلاً، أما اليوم فيصل عدد سكان القرية إلى نحو 12 ألف نسمة، وبنى القادمون الكثير من المنازل، لكن بطريقة تعرضها للحوادث والانهيار. ويقول شيخ القرية، كيتا سيبا «المشكلة الأولى تكمن في ندرة المياه»، موضحاً أنه «لا توجد إلا بئر واحدة تزود القرية بماء الشرب». ويوفر الرعاية الصحية للناس ممرض واحد، ويتعرض العاملون في المناجم إلى ثلاث حوادث يومياً، في المعدل، بسبب انزلاق التربة أو السقوط في الآبار. ويقول محافظ المقاطعة الشرقية، باب نداو «في قرية سرايا ترك 19 تلميذاً مقاعد الدراسة»، مضيفاً أن السلطات رصدت شاحنة محملة بعدد غير معروف من الأطفال كانت قادمة من غينيا.

ويعمل صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة على تمويل المدارس في المناطق القريبة من مناجم الذهب، في حين يقوم نشطاء سنغاليون بجهود كبيرة لإعادة الأطفال إلى الدراسة أو التكوين المهني. ورفعت جمعية «النور» التي أنشئت في 1999 شعار «لا أطفال في مناجم الذهب بحلول 2017». وفتحت الجمعية مركزاً للاستقبال والتوجيه وإعادة دمج الأطفال الذين وقعوا ضحية الاستغلال في المناجم. ويقول منسق الجمعية غير الحكومية، أماندي بوسار «يشرح المشرفون للأهالي والمعلمين الضرر الكبير المترتب عن عمل الأطفال في هذه الأماكن». ويضيف «لقد عدلت السنغال الاتفاقيات المبرمة مع المنظمة الدولية للعمل في ما يخص هذه المسألة».

ويشير موظفو الجمعية وشركاؤهم إلى الصعوبات التي تواجه عملهم، فالكثير من الباحثين عن الذهب باتوا مهووسين بهذا المعدن، إذ تباع قطعة ذهب تزن خمسة غرامات بنحو 152 يورو. ويذهب العاملون في الجمعية إلى مواقع التنقيب عن المعدن الأصفر ليتعرفوا إلى الأطفال الموجودين هناك من خلال معرفة الأماكن التي جاؤوا منها.

تويتر