اعتبرته عملاً إرهابياً

كوريا الشمالية غاضبة بسبب سخريــة أميركا من زعيمها

صورة

أصبح الرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ ــ أون، موضع سخرية وتندّر في وسائل الإعلام الأميركية، الأمر الذي دعا هذه الدولة الآسيوية لتقديم شكوى للأمم المتحدة بهذا الخصوص، فقد اعتاد الأميركان، خلافاً لبعض شعوب العالم، السخرية من زعمائهم وقادتهم السياسيين، وأصبح التندر بهم هواية وطنية يجاريها حتى القادة المستهدفون أو يتجاهلونها في معظم الأحيان. أما في كوريا الشمالية، فإن السخرية من القائد الأعلى تعتبر تهديداً وجودياً للزعماء.

ففي أواخر الشهر الماضي، قدم سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة، جا سونغ نام، شكوى رسمية تحث المنظمة على إجبار الولايات المتحدة على حجب فيلم «المقابلة»، الذي يروي قصة كوميدية عن مؤامرة لاغتيال الرئيس الكوري الشمالي. وتقول الشكوى المقدمة للأمم المتحدة إن «السماح بإنتاج وتوزيع مثل هذا الفيلم الذي يصور مؤامرة لاغتيال رئيس دولة ذات سيادة يعتبر عملاً سافراً لرعاية الارهاب، فضلاً عن كونه تحريضاً للحرب».

وقبل فترة قصيرة من الزمن توقف بعض المسؤولين الكوريين الشماليين بالقرب من محل حلاقة في العاصمة البريطانية، لندن، وهددوا صاحبه، لأن المحل يعرض نموذجاً لتسريحة الرئيس كيم وبجانبها تعليق يقول: «أسوأ تسريحة شعر هذا اليوم».

هذا الأسبوع، طلبت كوريا الشمالية من الصين وقف نشر فيديو يسخر من كيم، ووفقاً لصحيفة تشوسون إلبو، تقول كوريا الشمالية إن الفيديو، الذي يظهر فيه كيم في مجموعة متنوعة من الأوضاع السخيفة، من بينها تعرضه للضرب من قبل الرئيس باراك أوباما، «من شأنه أن يمس بشكل خطير كرامة وسلطة كيم»،

وفي حين أن ردة فعل كوريا الشمالية حيال الاستهزاء من رئيسها قد تبدو غريبة للكثيرين، فإنها ليست كذلك من جانب المراقبين للشأن الكوري الشمالي. وتقول المحللة السياسية بمعهد بروكنجز في واشنطن، كاثرين اتش إس مون: «إنها ثقافة سياسية، إذ لا يقبل الشعب الكوري الشمالي السخرية من قادته، على الرغم من أننا نجدها مسلية، وليس لدينا مانع في نهاية الامر من الضحك من قادتنا، لأن الكوريين الشماليين يعتقدون أن قادتهم في مصاف الآلهة، وأن السخرية منهم تجديف، ويشعرون بأنهم مجبرون للرد على هذه السخرية لحفظ ماء الوجه»، وتضيف قائلة: «إن البقاء هادئاً سيكون عملاً من أعمال الجبن والهزيمة وانتهاكاً لقدسية أسرة كيم وقيادة شعب كوريا الشمالية».

ويمثل الفيديو الصيني معضلة محرجة جداً لأنه يصدر من دولة صديقة. ويعلم كيم ومسؤولوه أن الصين تحتقره، لأنها تعبت من التعامل معه ومع سلوكه المتمرد، في حين أن كوريا الشمالية لا ترى نفسها خاضعة للوصاية الصينية، حتى مع استفادتها منها اقتصادياً وسياسياً. ولهذا فإن الصين تترك للفضاء الافتراضي التعامل مع كيم بالكيفية التي يراها مناسبة، لكنها تتعامل بدرجة أقل انتقاداً في الاعلام المرئي والمقروء.

وتقول مون إن كوريا الشمالية أيضاً نظمت في الآونة الأخيرة حملة ضد استخدام العملة الصينية، اليوان، في كوريا الشمالية. وتقول إن هناك انعدام ثقة واحباطاً متبادلاً إن لم يكن عداءً، بين الصين وكوريا الشمالية. وتضيف أن كيم استقطب الكثير من السخرية بسبب قصة شعره وأحذيته والنساء من حوله، اضافة الى وزنه الزائد، ويعود ذلك بسبب تسلمه السلطة في وقت مبكر من عمره، وأمامه عقود طويلة ليكتسب خبرات ويحصل على دعم سياسي.

تويتر