مرتضى منصور يصر على ملاحقتها حتى الحبس

اعتقال سـما وإغــلاق «فلــول» ضربة لرجــال مـبارك

صورة

تصدرت أنباء حبس وإطلاق سراح الفنانة الاستعراضية سما المصري المشهد الإعلامي، حتى ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية، ورجح متابعون أن تكون ملاحقة سما، التي تصر على إعطاء قشرة سياسية مفتعلة، في رأي البعض، لممارساتها الفنية، بداية هجوم واسع على قنوات إعلامية فلولية «أي موالية لنظام مبارك»، فيما نقلت مصادر مقربة من رئيس نادي الزمالك، المستشار مرتضى منصور لـ«الإمارات اليوم» قوله «ان المعركة لاتزال في بدايتها، وإنه سيتم التحقيق مع المصري في بلاغات أخرى متواصلة، وأنه -أي مرتضى منصور- لن يتركها حتى يتم حبسها».

وتفصيلاً، قررت محكمة مصرية منتصف الأربعاء الإفراج عن سما المصري بكفالة قدرها 20 ألف جنيه مصري، بعد أن قبض عليها الاثنين الماضي بتهمة تشغيل قناة من دون ترخيص هي قناة «فلول»، وتغريمها 20 ألف جنيه.

ودخلت المصري غرفة المداولة بمحكمة جنوب القاهرة وهي ملثمة تجنباً للصحافيين، كما تعرضت للضرب من شخص قال لها «ده مرتضى سيدك» في فيديو بثه موقع «فيتو» الإخباري.

وقال المحرر الجنائي والقضائي السيد جمال الدين، لـ«الإمارات اليوم»: إن «القبض على سما المصري داخل قناة (فلول) كان ضرورياً من جهتين، الأولى تثبيت حالة التلبس بعد ان حصلت الجهات الأمنية على اذن النيابة، والثانية توجيه ضربة لـ (الفلول) في عقر دارهم، في ظل اعتقاد سما المصري ان بإمكانها اعادة عقارب الساعة الى الوراء، والتصرف كما لو كانت مصر لم تحدث بها ثورة 25 يناير».

وتوقع جمال الدين، الذي تابع القبض والتحقيق مع سما في سراي النيابة، «ضربات أمنية واسعة لـ65 قناة تعمل من دون ترخيص، منها قنوات اباحية استغلت أوضاع الانفلات الأمني بعد الثورة، ومنها قنوات فلول ورجال أعمال، اغتنوا بطرق غير مشروعة، ويسعون لتبييض اموالهم وترجمة نفوذهم».

على صعيد مقابل، قال أحمد الخضري الناقد الرياضي رئيس تحرير صحيفة «زملكاوي» والوثيق الصلة بالمحامي مرتضى منصور لـ«الإمارات اليوم» معلقاً: «إن سما المصري ستواجه التحقيق في سلسلة من البلاغات قدمها منصور الى النائب العام أولها بلاغ يتهمها بالنصب، وأنه سيظل وراءها حتى يتم حبسها».

وقال الخضري إن «منصور بخبرته القانونية الواسعة، قرر ان يخوض الحرب ضد المصري، التي اصبحت مستفزة لرجل الشارع العادي، لكنه لا يملك سبيلاً للملاحقة، وأن الرأي العام متعاطف مع منصور لأقصى حد، لأن تجاوزات المصري، وتعديها على آداب وقواعد مجتمعنا الشرقي والعربي المحافظ، تجاوزت كل حد».

من جهته، قال علي أيوب - محامي سما المصري - إن قرار النيابة بحبس الفنانة، لم يكن بسبب بلاغ مرتضى منصور - الذي يتهمها بالسبّ والقذف- وإنما بسبب بلاغ المصنفات الفنية، التي اتهمت المصري بإدارة قناة من دون ترخيص. وتابع أن النيابة استبعدت خلال التحقيق بلاغ مرتضى منصور، لأنه مجرد مذكرة بالسبّ والقذف، كما منعت عدداً من المحامين أرسلهم مرتضى لمتابعة التحقيقات، وأخرجتهم من غرفة التحقيق.

وقال أيوب إن قناة «فلول» التي تمتلكها المصري، تبث من خلال قمر «نورسات» البحريني وليس «النايل سات»، وتقوم بإرسال المواد المصورة إلى الأردن لتبث من هناك، وأن ما يؤكد ذلك أنه عقب عملية الضبط، وتحريز أجهزة اعتبرتها المباحث أجهزة بثّ، واصلت القناة اذاعة برامجها وظهرت «سما»، وهي تقدم برنامجها «أيوة بقى».

وفي تطور لاحق، رفضت السلطات المصرية الإفراج عن المصري، وأحالتها الى نيابة العجوزة، للتحقيق معها في بلاغ جديد يتهمها بالنصب. وقام رئيس نيابة العجوزة أحمد دبوس بالتحقيق معها في بلاغ يتهمها بالاستيلاء على مبلغ 400 ألف جنيه من محامٍ، قال انه شريكها في قناة «فلول» إلا أنها ماطلت في توقيع عقد الشراكة، أو رد المبلغ إليه. وأمام النيابة أنكرت سما معرفتها بالمحامي، وأصرت على أنها لم تقابله من قبل، فأمر دبوس بالافراج ، واستمرار التحقيق في الواقعة. على الطرف المقابل، رفض عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي المصري الدكتور نبيل رشوان، تسييس قضية المصري . وقال رشوان في مكالمة هاتفية مع «الإمارا ت اليوم»: إن «الأمر لا يتعدى ان المصري تجاوزت القواعد الأخلاقية المفترضة للمجتمع، أو كما نقول بالعامية (زودتها حبتين».

من جهته، قال حامد جبر القيادي في حزب «الكرامة» الناصري وعضو اللجنة العليا لحملة حمدين صباحي، المرشح الرئاسي المحتمل، إن «القبض على الفنانة الاستعراضية سما المصري شبيه بـ(القبض على الناشط السياسي أحمد دومة وحبسه ثلاث سنوات بتهمة مخالفة قانون تنظيم التظاهر». وكتب جبر على صفحته على «فيس بوك» ان «القبض على سما المصري، هو القبض نفسه على أحمد دومة، الاثنان قاوما حكم الإخوان، كل بما يعرفه، والنتيجة: واحد أخد ثلاث سنوات والثانية على وشك». في هذا الإطار قال الناشط السياسي في حركة 6 ابريل علي عبدالعال لـ«الإمارات اليوم»: إن «القبض على سما المصري وإغلاق (فلول) يأتي انعكاساً لصراع داخلي في جبهة 30 يونيو الحاكمة، بين جناح التغيير، وجناح العودة للمباركية، وإن الأيام المقبلة ستشهد صراعاً حامياً بين الفريقين».

 

 

تويتر