أول امرأة تصل إلى هذا المنصب في تاريخ كوكاكوي

بيريفان تطلّق زوجها وتصبح عمدة مدينتها

قبل خمس سنوات كانت بيريفان كيليك أسيرة كابوس، حيث كانت تعاني بصورة يومية الضرب على يد زوجها الذي أجبرت على الزواج منه، عندما كانت طفلة في الـ15 من عمرها. ولكن هذه الطفلة أصبحت الآن عمدة المدينة التي تعيش فيها في جنوب شرق تركيا، وهي مصممة على الكفاح من أجل حقوق المرأة.

وفي هذا الأسبوع أصبحت كيليك (33 عاماً) عمدة بلدة كوكاكوي بصورة رسمية، وهي بلدة زراعية يبلغ تعداد سكانها نحو 17 ألف نسمة، في المنطقة الكردية من تركيا، وتبعد 100 ميل الى الشمال من الحدود السورية. وهي عضو في حزب السلام والديمقراطية، وهو الحزب الكردستاني الرئيس في البلاد. ويشارك كيليك في هذا المنصب زميلها الرجل المرشح للمنصب، وهو إمام سابق واسمه افولاه كار.

وعندما كانت كيليك في عامها الـ15، تم ابعادها عن المدرسة قسراً من قبل أبويها بعد أربع سنوات في المدرسة الابتدائية، وأجبرت على الزواج من ابن عمها. وعلى الرغم من أن الزواج داخل العائلة الكبيرة، يعتبر أمراً شائعاً في تركيا، إلا أن السن الدنيا للزواج هو 17 عاماً.

وفي سن 28 عاماً كان لدى كيليك ما يكفي من الشجاعة كي تطلب الطلاق. وعادت الى منزل اهلها في كوكاكوي، وبدأت حملتها السياسية في حزب السلام والديمقراطية. وكان أحد أهدافها الشخصية هو الحصول على دبلوم المدرسة العليا، ومن ثم دارسة علم الاجتماع أو علم النفس. وكان أحد أبنائها يعاني تشوهاً جينياً أدى إلى إصابته بالشلل، وقالت كيليك إن هذا التشوه ناجم عن زواج الأقارب. وأشارت إلى أنها تبحث عن علاج لطفلها في الخارج.

وتعتبر كيليك أول امرأة تصل إلى هذا المنصب في تاريخ بلدية كوكاكوي. وتقول «لم تصل امرأة الى هذا المنصب مطلقاً»، وتتمثل اولى خطط كيليك في تنظيم ورشات عمل للنساء في كوكاكوي، كي تخبرهن عن حقوقهن، ولتقدم لهن بعض التعليم الأساسي.

ولكن في مجتمع قروي محافظ على نحو كبير في جنوب شرق تركيا، يمكن ان يرفض البعض ما تدعو إليه كيليك، لكنها تقول إنها متفائلة برؤية نتائج سريعة، لأن حياتها اكبر مثال على ما يمكن ان تقوم به المرأة. وهي تقول «انا مثال حي يرغب البعض في ان يقتدي بي، والنساء يقلن إذا تمكنت بيريفان من ان تفعل ذلك فإننا نستطيع نحن ايضاً».

 

تويتر